...
ابرز الموادسلايدر الرئيسيةسياحة المملكة

أجمل 5 مناطق سياحية في «العلا» السعودية

مثلت العلا نقطة التقاء بين حضارات الشرق الأدنى القديم، وحاضرة التجارة القديمة، نظراً لوقوعها آنذاك على طريق البخور والتوابل، وخضعت لسيطرة المعينيين حتى القرن الثاني الميلادي، إلى حين مجيء الأنباط. 

ويحرص السيّاح والزوار على زيارة خمسة أماكن مميّزة تشتهر بها محافظة العلا شمال المدينة المنورة، تتمثل في دار الحجر (مدائن صالح)، ومنتزة الحرة، والبلدة القديمة، والخريبة (مقابر الأسود)، وجبل الفيل. ويقصد المنطقة ما لا يقل عن 30 الف سائح سنوياً، من داخل المملكة وخارجها وفقاً للهيئة العامة للسياحة والآثار.

وفي حزيران / يونيو 2008، تم تسجيل موقع الحجر في قائمة التراث العالمي باليونسكو، وهو أول موقع يسجل للمملكة العربية السعودية.

وبحسب الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، فإن ذلك يأتي من منطلق عناية المملكة بالمحافظة على تراثها الثقافي، وإتاحة الفرصة للجميع للتعرف إليه، ومن المؤمل أن يسهم إدراج موقع الحجر في قائمة التراث العالمي، في ضمان حماية مثلى للموقع، وفق مواصفات الحماية وضوابطها المتعارف عليها دولياً.

“الرجل” قامت بجولة استطلاعية لمدة ثلاثة أيام، شملت المناطق الأثرية والتاريخية التي تزخر بها محافظة العلا التابعة إدارياً لإمارة المدينة المنورة. ورافقنا في الجولة المرشد السياحي فايز الجهني، وهو شاب سعودي في منتصف العقد الثالث، قدم لنا معلومات قيّمة عن أشهر الأماكن التي يرتادها السيّاح في منطقة العلا.

البداية كانت من دار الحجر، وهي أشهر معلم أثري وتاريخي تشتهر به محافظة العلا. قبل الوصول إليها تمرّ الطريق من الجهة الغربية بسكة حديد الحجاز التي أنشأها العثمانيون، حيث لا تزال آثار المحطة وعربات القطار شاهدة على حقبة تتجاوز 100 عام.

دار الحجر (مدائن صالح)

تقع دار الحجر أو كما اشتهرت بـ (مدائن صالح)، في شمال غربيّ المملكة العربية السعودية، بين المدينة المنورة وتبوك على بعد 22 كم شمال محافظة العلا، وتتوافر في الحجر كل مقومات الاستيطان من مياه وتربة خصبة، وموقع مهم على الطرق المؤدية إلى المراكز الحضارية الكبرى في الشرق الأدنى القديم، ولذا وجدت آثار من فترة ما قبل التاريخ، ممثلة في الرسوم الصخرية والرجوم الركامية، كما تنوعت في الحجر النقوش الكتابية بين العربية الجنوبية واللحيانية والثمودية والنبطية واللاتينية والإسلامية، في مضامين تذكارية وتأسيسية ودينية ونقوش ملكية، وهي الأكثر وجوداً في الموقع الذي بلغ أوج ازدهاره خلال العصر النبطي.

ويمكن تصنيف الآثار الباقية بموقع الحجر إلى ثمانية أنواع هي: واجهات المقابر المنحوتة، المنطقة الدينية، المنطقة السكنية، الآبار والقنوات المائية، آثار طريق الحج الشامي، آثار سكة حديد الحجاز، آثار قرية الحجر، المدافن الركامية على رؤوس الجبال.

وسكن الأنباط الحجر بدءاً من القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الثاني الميلادي. طريق التجارة القديم تحتل الحجر موقعاً استراتيجياً على طريق التجارة القديم (طريق البخور) الذي ربط جنوبيّ الجزيرة العربية بشماليّها وبالمراكز الحضارية في بلاد الرافدين وبلاد الشام ومصر، ومنها كان يتفرع الطريق القادم من الجنوب إلى فرعين: أحدهما يتجه إلى تيماء فدومة الجندل ثم بلاد الرافدين، والآخر وهو “درب البكرة” الذي يربط الحجر بالبتراء بالمملكة الأردنية عاصمة مملكة الأنباط.

الأنباط في الحجر 

الأنباط قبائل عربية عاش أفرادها حياة البداوة وحرفة الرعي في بادئ الأمر، ثم تحضّروا واستوطنوا المدن واتخذوا التجارة حرفة لهم، وأصبحوا خبراء في استنباط المياه ومعرفة مكامنها، وتجميعها عبر قنوات في صهاريج واسعة وعميقة.

استقرّ الأنباط في بلاد الشام وأسّسوا مملكة عربية سمّيت مملكة الأنباط، واتخذوا البتراء عاصمة لهم، وكانت الحجر تمثل عاصمتهم الثانية، وقاعدتهم الاستراتيجية على حدود مملكتهم الجنوبية.

كانت لغتهم عربية شمالية، من حيث المفردات والأسماء، واستخدموا القلم الآرامي في كتاباتهم وطوّروه، حيث ربطوا بين الحروف. التنوع البيئي بمدائن صالح تتميّز منطقة الحج بتكويناتها الصخرية الرائعة المتمثلة في الجبال الحجرية الرملية ذات الألوان الوردية، وتزيد الموقع جمالاً الكثبان الرملية ذات الألوان الذهبية التي تحفّ بجبال الحجر من جميع الجهات.

مكونات الموقع تبلغ مساحة موقع الحجر الأثري 1621 هكتاراً وتتوّزع المقابر في مجموعات عرفت عند سكان المنطقة على النحو التالي: 

مجموعة مقابر المنطقة تقع جنوبيّ المنطقة السكنية وتتكون من كتلتين صخريتين الأولى تضم 18 مقبرة تحمل واجهاتها عناصر زخرفية متنوعة، والثانية مقبرة واحدة.

قصر الفريد

تقع هذه المقبرة في الجهة الجنوبية الشرقية من الموقع، وسمّيت بالفريد لانفرادها بصخرة ضخمة مستقلة.

مجموعة مقابر قصر البنت

تقع إلى الغرب من جبل إثلب، وتتكون من صخرتين إحداهما ضخمة تمتدّ بشكل طولي من الشمال إلى الجنوب، وتضم 29 مقبرة، أما الأخرى فتقع إلى الشمال الغربي من الصخرة الأولى، وتضم مقبرتين في جهتها الشرقية.

جبل إثلب
 سلسلتان من القمم الصخرية تمتدان بشكل طولي في الجهة الشمالية الشرقية من الموقع، وكان لهذا الجبل أهمية بالغة لدى الأنباط، حيث اتخذوه مركزاً دينياً أو (المنطقة المقدسة).

مجموعة مقابر جبل المحجر تقع شمال غربي مجموعة قصر البنت، وتتوزع على ثلاثة جبال، أحدها جبل المحجر، ويضم 14 مقبرة، بالإضافة إلى البئر النبطية التي نحتت في الصخر.

مجموعة مقابر الخريمات 

تقع منطقة الخريمات إلى الغرب من سكة حديد الحجاز، في وسط الموقع، وتتميّز بكثرة واجهات المقابر فيها، إذ بلغ عددها 53 مقبرة.

المنطقة السكنية تقع في السهل الذي يتوسط الموقع ويحيط بها سور لا تزال آثاره باقية في الجهات الشمالية والغربية والجنوبية، وتم التعرف إلى حدودها من خلال الأعمال الميدانية التي نفذت بالموقع.

نظام الدفن عند الأنباط 

عادة ما تكون المقابر النبطية عائلية تخصّ الأسرة بأكملها، ومن يليها من أبنائها، وقد أفادت النقوش التي دوّنت على واجهات المقابر بمعلومات عن طقوس الدفن عند الأنباط، حيث حددت ملكية المقبرة والأشخاص الذين يحق لهم الدفن فيها، والمكان الذي يمكن أن يدفنوا فيه والغرامات واللعنات التي يمكن أن تلحق بمن يخالف ما جاء في هذه النصوص.

موارد المياه في الحجر 

اشتهر الأنباط بمهارتهم في هندسة المياه، ونظم تجميعها وتخزينها، وقد وجدت في الحجر أكثر من 150 بئراً نبطية.

الرموز الدينية في الموقع 

انتشرت الرموز الدينية في موقع الحجر، فبالإضافة إلى النسر المنحوت فوق المداخل، في معظم واجهات المقابر، وجدت مجموعة كبيرة من المحاريب بأشكال مختلفة محفورة في منطقة الديوان، وفي أنحاء متفرقة من جبل إثلب، ونحتت هذه المحاريب على شكل أعمدة حجرية وزيّنت من أعلى برموز دينية، وشكل آنيتين يتوسطهما النسر، والبعض الآخر من المحاريب لا توجد فيه رموز دينية.

الكتابات والنقوش 

تنوّعت الكتابات التي وجدت في الحجر بين العربية الجنوبية، واللحيانية، والثمودية، والنبطية، واللاتينية، والإسلامية، كما تنوّعت موضوعات هذه النقوش بين التذكارية، التأسيسية، الدينية، نقوش ملكية، وهي الأكثر وجوداً في الموقع.

المنطقة الدينية (المقدسة)

تقع هذه المنطقة في جبال إثلب في الجهة الشمالية من موقع الحجر، وقد اتخذها الأنباط مركزاً دينياً، وفي هذه المنطقة انتشرت مجموعة من المنشآت الدينية كالمعابد والمحاريب ومن أشهرها الديوان.

المعابد تنتشر بكثرة في المنطقة الدينية على مرتفعات إثلب، وفي بطن المنخفض الصخري، وهي تمثل جزءاً من المنطقة الدينية التي أنشأها أهل الحجر لمعبوداتهم الوثنية.

العلا القديمة 

توجهنا بعدها إلى البلدة القديمة وهي أطلال نحو 800 منزل تنتشر حول قلعة مرتفعة بمواجهة المزارع التي روتها 34 ينبوعاً جفّ معظمها، وترتفع البلدة القديمة 70 متراً عن سطح البحر، وهي أرض خصبة وصالحة للزراعة يسمح مناخها بزراعة النخيل والحمضيات والمانجو ايضاً.

وبحسب فايز الجهني المرشد السياحي في جولتنا، وجد في النقوش القديمة أن المنطقة كانت تشتهر بزراعة القطن كذلك. ويستخدم سكانها المزولة أو “الطنطورة” باللهجة العامية للأهالي، لمعرفة الفصول الأربعة وتنظيم عملية الري.

وتتوسّط البلدة القديمة قلعة موسى بن نصير التي تعود إلى القرن السادس قبل الميلاد، وهو مبنى من الحجر المشذّب المقام على رأس هضبة صغيرة.

 الخريبة (مقابر الأسود) 

في اليوم الثاني من زيارتنا لمحافظة العلا، توجهنا في الصباح الباكر إلى آثار الخريبة التي تحوي أطلال مدينة دادان القديمة ومملكة لحيان التي أعقبتها في حكم المنطقة، ودادان الاسم القديم لواحة العلا أيضاً.

وبرزت سيادة دادان على المنطقة خلال القرن السابع قبل الميلاد، وامتدّ نفوذها إلى كثير من المواقع المجاورة. فيما امتدّ نفوذ مملكة لحيان من القرن السادس إلى القرن الثاني قبل الميلاد.

تشتهر الخريبة كذلك بمقابر الأسود الأربعة، حيث كان الأسد يمثل رمز القوة والمنعة في ثقافة العالم القديم في مختلف الحضارات.

ووجدت منحوتات للأسود في الخريبة أبرزها نحت الأسد الذي عثر عليه عام 1914، ونحت اللبؤة التي ترضع وليدها، إضافة إلى الأسود الأربعة التي تعلو مقبرتين جنوب موقع الخريبة.

يوجد كذلك محلب الناقة، وهو حوض دائري الشكل منحوت بالصخر عرف محلياً باسم محلب الناقة. منتزة الملك عبدالعزيز (حرة عويرض) يعدّ منتزة الملك عبدالعزيز أو ما يعرف بحرة عويرض، من أهم المواقع السياحية التي يزورها السيّاح والأهالي، ويحرصون على التقاط صور بانورامية رائعة لمنطقة العلا من ارتفاع شاهق، وهي مطل للعلا على سفح حرة عويرض والطريق إليه يكون بامتداد طريق العلا حائل غرباً.

وينتشر عدد من الجلسات المجهّزة للعائلات والسيّاح على امتداد الحرة والمطلة مباشرة على مدينة العلا، ويبدو الوادي مكسوّاً بالخضرة بين مزارع النخيل والحمضيات وغيرها من الفواكه، كما تنتشر الجبال الأثرية على جانبيه في صورة بديعة قلما تجدها في مكان واحد.

صخرة جبل الفيل 

يقصد معظم السيّاح وزوار مدينة العلا صخرة جبل “الفيل” الذي يقع على بعد سبعة كيلومترات إلى جهة الشرق من محافظة العلا، وهي صخرة ضخمة يبلغ ارتفاعها عن الأرض 50 متراً، تتميّز بشكلها الفريد الذي يشبه الفيل. وتحيط بالصخرة مجموعة من الجبال ذات الألوان الفاتحة. نقلا عن مجلة الرجل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »