ابرز المواداخبار

مصر تودع ظواهر الكسوف والخسوف لعام 2019

سجلت الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء نهاية المراحل الخمس لخسوف القمر الجزئي، حيث انتهت مرحلة “الخسوف الظلى” فى تمام الساعة الثانية صباحا و 19 دقيقة بالتوقيت المحلى لمدينة القاهرة، وبمتابعة ورصد هذا الخسوف الذى بدأ الليلة الماضية فى الساعة الثامنة و42 دقيقة، باستخدام مناظير فلكية خاصة وأجهزة تسجيل الأطياف وكاميرات حساسة، والتقاط الصور التى سجلت هذا الحدث العلمي الهام بكامل مراحله، ودع المصريون من علماء المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وهواة علم الفلك ظواهر كسوف الشمس وخسوف القمر لهذا العام، والتى شملت 4 ظواهر وقعت فى شهرى يناير الماضى ويوليو الحالى.

خسوفان للقمر أحدهما كلى، شهدت مصر مراحله الأولى فقط منه، والتي حدثت قبل شروق شمس يوم 21 يناير الماضى، والآخر جزئى استمر حتى الساعات الأولى من صباح اليوم مستغرقا مدة قدرها 5 ساعات و38 دقيقة، وأمكن رؤيته فى مصر ودول المنطقة العربية، والدول التى ظهر فيها القمر خلال تلك الفترة فوق الأفق، فيما لم تر مصر أيا من كسوفى الشمس الجزئي والكلى اللذين حدثا متزامنين فى الشهور مع الخسوفين القمريين، وذلك بحسب ماصرح به الدكتور جاد محمد القاضى رئيس المعهد لوكالة أنباء الشرق الأوسط.

وقال إن ظاهرة الكسوف والخسوف تتعلق بثلاثة أجرام هى الشمس والقمر والأرض، فالقمر يدور حول الأرض بفلك محدد، والأرض تدور مع قمرها بفلك محدد حول الشمس، لكن الذي يحدث أن القمر يمر أمام الشمس فيحجب ضوءها، وهذا مايعرف علميا ولدى العامة بكسوف الشمس، ويحدث الكسوف في وضع الاقتران (الاجتماع)، ويكون بشيرا بقرب ميلاد الهلال الجديد، ويعتبر مركز الكسوف هو موعد ميلاد القمر الجديد.

فيما يحدث خسوف القمر بسبب وقوع الأرض بين الشمس والقمر، فتحول الأرض بينهما وتحجب أشعة الشمس من الانعكاس على القمر فيصبح معتما، ويحدث الخسوف فى وضع التقابل أى منتصف الشهر الهجرى عندما يكون القمر بدرا، وعلميا يمكن أن يحدث الخسوف القمري 3 مرات كل عام، أما كسوف الشمس فيمكن أن يحدث 5 مرات في سنة واحدة.

ولايمكن أن يحدث الكسوف الشمسي والخسوف القمري بصفة دورية فى كل شهر هجرى، ويرجع ذلك إلى أنه عند بداية أو نهاية الشهر الهجرى فإن القمر يتوسط بين الأرض والشمس، ولو كان القمر يدور في نفس مستوى دوران الأرض حول الشمس لكان الخسوف والكسوف يحدثان كل شهر، ولكن لأن مستوى دوران القمر حول الشمس يميل بزاوية مقدارها 5 درجات تقريبا، فإنه لا يحدث الكسوف أو الخسوف إلا عندما تمر الشمس (بسبب دوران الأرض حول الشمس) في نقطة التقاء المستويين، أو ما تسميان بالعقدتين.

وتمر الشمس مرتين كل عام فى تلك النقطتين (العقيدتان) ولذلك تحدث تلك الظاهرة بمعدل مرتين كل عام، وتسمى الفترة التي تبقى الشمس في العقدتين بفترة الخسوف والكسوف حيث تبقى في كل عقدة أكثر من شهر، وهو ما يجعل كل كسوف شمس يرافقه على الأقل خسوف قمر إما قبله أو بعده بنصف شهر والعكس صحيح.

وتستغرق الشمس فترة 346.62 يوم كي تعود إلى نفس العقدة، وتلك الفترة تسمى “السنة الكسوفية”، لذلك يتوقع بعد تلك الفترة أو نصفها حدوث خسوف وكسوف ما على سطح الأرض، وبسبب الفرق بين السنة الكسوفية والسنة الشمسية فإن القمر يعود إلى نفس النقطة التي يحدث فيها الخسوف أو الكسوف بعد 18 عاما و11.3 يوم، وهذه ما تسمى بدورة “الساروس للقمر” والتي اكتشفها البابليون في عصور ما قبل الميلاد.

أحمد حماد

صحفي مصري ومعد برامج ـ تخرج في كلية الإعلام عام 2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »