ترافل نت_ شدوى العجمي
تساقط الثلجِ منظرٌ ننتظره بفارغِ الصبر، لما له من جمالٍ أخاذٍ يخطفُ القلوب، إلا أن سكان مدينة “أويمياكون” الروسية يرون أن لفصلِ الصيفِ بهجةً أكبرَ ؛ ذلك بسبب وصول درجة الحرارة في فصل الشتاء عندهم لأدنى من 70 درجةً مئويةً تحت الصفر.
وهي قرية صغيرة تقع في قلب سيبيريا، على أطراف الأراضي الروسية، شمال شرق جمهورية ساخا بـ(ياقوتيا) في روسيا، تحديدًا في مدينة (ياكوتسك) الروسية على بعد 350 كيلومتراً فقط من القطب الشمالي.
يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر 750 متر، ويتميز سكانها بعمرهم المديد ،وتظهر الشمس فيها لمدة ثلاث ساعات فقط في اليوم شتاءًا، كما يواجه سكّانها مشكلاتٍ عدّة بسبب شدّة الصقيع وموجات الثلج القاسية، والغريب أنهم يواصلون حياتهم بشكل عادي، ولا رغبة لديهم في مغادرة القرية.
وتعني كلمة (أويمايكون) باللغة الروسية، (المياه التي لا تتجمد)، نسبة إلى ينبوع ساخن يقع بالقرب من المدينة، فالماء لا يتجمد هناك حتى عندما تصل درجة الحرارة في الخارج إلى الستين درجة تحت الصفر ،وذلك لأن الأرض في هذه المنطقة متجمدة إلى مدى بعيد داخل القشرة الأرضية حتى عمق 1500 مترًا، وبالتالي يزداد حجمها وتتمدد، مما يسبب اندفاع الماء من الأعماق إلى السطح.
ويمكن وصف القرية الروسية بالمتجمدة، فهي تعتبر أبرد مكان مأهول بالسكان على وجه الأرض، والأبرد على الإطلاق في القطب الشمالي، حيث سجلت أدنى درجة حرارة على الإطلاق في الأماكن المسكونة في العالم في عام 1924م.