...
أماكن سياحيةابرز الموادسلايدر الرئيسية

“قلعة شالي” عبق التاريخ وبساطة البنيان في واحة سيوة

بعيدًا عن الزحام وصخب المدن فى عمق الصحراء حيث لا ترى فى الأفق غير الرمال الصفراء الزاهية كلون الذهب الصافي، فى طريق طويلة تجد بقعة من جنان الله فى الأرض إنها “واحة الغروب” سيوة بمعالمها و أثارها التى تتناثر فيها كحبات اللؤلؤ وإحداها شالى.

قلعة شالي
قلعة سيوية رائعة المنظر أتجول فيها لأرى عبق التاريخ و بساطة البنيان على ضخامته بساطة تعطي روعة ورونق للمكان لن تجده إلا هنا .

أسست قلعة شالى فى القرن الثانى عشر الميلادي لتكون شاهدة على ثقافة وفكر الشعب الأمازيغي في هذه الحقبة الزمنية، حيث تنظر إليها فترى تباينا بين الفكرة الدفاعية التَحصينية للقلاع عمومًا.
فالقلعة بنيت من طينة الكرشيف و هى طينة تتيبس بفعل الماء فقط دون أدنى إضافات أخرى ولشح الأمطار في الواحة كان لا يخشى عليها من الإنهيار جراء الأمطار الشديدة و السيول الناجمة عنها.

و هنا يتضح بدائة المهاجمين من البدو وإعتمادهم الكلي على أدوات الحرب البدائية من السيف و الرمح والقوس، وعدم معرفتهم بالمنجنيق الآلة الحربية المعهودة والمعروفة قبل ألف عام من تشييد القلعة والتى كان واحد منها فقط كفيلة بإزالة القلعة.

أجدنى محاولا المقارنة بينها و بين قلاع عصرها مثل قلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة بمتانتها و صخورها و علوها و المبنية فى نفس الفترة تقريبا، فأرى مدى انعزال أهل الواحة عن الصراعات و الحروب بالمنطقة فهم حتى لم يحاولوا استخدام الصخر المتوفر بالمنطقة  لبناء سور لحماية  القلعة كخط دفاعى  كما هو المعهود بجميع القلاع .

وفى النهاية بنى لنا السيويون قلعة كشفت ببساطتها و عبقها عن مدي وداعتهم وانهم ما هم إلا واحة للسلام تكرم الضيف المار اللائذ بها من بحر الرمال الشاسع المحيط بها و لا تخشى إلا من بعض البدو الأعراب المغيرون للنهب على كل ما ليس لهم .   

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »