ترافل نت _ شدوى العجمي
إن كنت قد سمعت يومًا بالأسطورة اليونانية القديمة التي تحكي عن كهف تسكنه الحوريات، يقمن بإغراء البحارة بجمالهن ثم اغراق السفن، فهذا الذي كانت توجد فيه تلك الحوريات الأسطوريات، والذي يقع في جزيرة كيفالونيا، أكبر جزر البحر الأيوني غربي اليونان.
الكهف يتضمن بحيرة لا يمكن وصفها، بسبب صفاء الماء الذي فيها، وجمال الكهف الذي تقع بداخله بحيرة من أجمل أماكن الطبيعة في العالم، وتعرض الكهف الذي يحوي البحيرة للكثير من العوامل الطبيعية التي منحته شكله الحالي؛ فنتيجة لبعض الزلازل السابقة أصبح شكله على شكل الحرف B.
ولو دققنا قليلاً في تضاريس هذا الحرف سنجد أن الكهف يتكون من بحيرتين وبينهما قناة تصلهما ببعض، وعندما ينتصف النهار في يوم مشمس نجد أن أشعة الشمس تدخل من إحدى فتحات الكهف وتنعكس على ماء البحيرة مما يعطيها لونًا أزرق مميزًا جدًا، تبدو حينها كأن القوارب الموجودة في البحيرة تطفو على كتلة من الضوء الأزرق.
وتم اكتشاف بحيرة مليساني تحت الأرض في عام 1951 من قبل عالم الحفريات “جيانيس بيتروشيلوس” وقد سقط جزء كبير من سقفه مما يكشف عن مشهد مدهش و خلال العصور القديمة كانت البحيرة مكانا للعبادة مخصص للعموم والحورية مليساني وتشير الأساطير إلى انتحار الحورية وسقوطها داخل البحيرة .
ولم يتوقف سحر كهف مليساني عند هذا الحد فهو يشكل ظاهرة جيولوجية فريدة من نوعها فقد تم إنشاؤه من خلال عملية ميكانيكية وكيميائية تسمى كارستيكوبويسي أي (حل الصخور)، وهى تدفق الماء خلال الصخور الكلسية، وتآكلها وتشكيلها كالوحات فنية وأكثر ما يميز تلك الصخور هو اللون الأقرب إلى لون العسل ليضفي لمسة جمالية أخرى إلى الكهف، كما يمكن للزائرين دخول الكهف من نفق تحت الأرض بواسطة قارب صغير ذهابًا وإيابًا .
