أقلام ترافلابرز الموادسلايدر الرئيسية

أميرة جمال تكتب: قبة أم الصالح.. زوجة حاكم مصر بين القمامة ومياه الصرف!  

لم تكن شجر الدر وحدها من قامت بتكريم رفاة زوجها الملك الصالح نجم الدين أيوب، بإنشاء قبة له قائمة حتى اليوم تزين أعظم شوارع القاهرة، وهو شارع المعز «بين القصرين» لتشهد على تاريخ ملك وحاكم خلد اسمه بين سطور التاريخ الإسلامى.

ولم يكن شاه جهان الإمبراطور المغولى وحده من قام بالتعبير عن حبه الشديد لزوجته «ممتاز محل» بإنشاء أحد عجائب الدنيا السبع لها، وهو تاج محل الذى يزين دولة الهند.

لكن سبقه فى ذلك مملوك تحول إلى سلطان حكم مصر من 678 هـ : 689 هـ ، لم يكن مجرد سلطان عادى، فبفضله وبفضل أسرته التى حكمت ما يزيد عن القرن سطع نجم دولة المماليك البحرية، هو السلطان الملك المنصور سيف الدين قلاوون أبو المعالى الألفى الصالحى النجمى، أنجب خيرة شباب عصره وإن لم يستطع ابنه البكر من تولى الحكم بسبب وفاته فى حياة أبيه سنة 687 هـ وهو الصالح علاء الدين على، فقد تولى من بعده ابنه الأشرف خليل الذى استطاع فتح عكا، وجاء من بعده رائد العمارة الإسلامية الذى استمر بالحكم ثانى أكبر فترة حكم والتى وصلت إلى 42 سنة تقريبا خلال ثلاث فترات وهو الناصر محمد، وتتوالى الأحفاد حتى نصل لقمارى الذى بفضله تم إنشاء الهرم الرابع هرم العمارة الإسلامية السلطان حسن .

ولكن نجد المنصور قلاوون اختلف عن شجر الدر، وشاه جهان، بأنه شرع فى إنشاء قبة لزوجته – فاطمة خاتون أم ابنه البكر علاء الدين على – قبل وفاتها ولم يكتفِ بإنشاء قبة فقط ولكنه ألحق بها مدرسة، كما ذكرها المقريزى فى خططه قائلاً: مدرسة تربة أم الصالح.

هذه المدرسة بجوار المدرسة الأشرفية بالقرب من المشهد النفيسى موضعها من جملة ما كان بستاناً، أنشأها المنصور قلاوون على يد الأمير علم الدين سنجر الشجاعى فى سنة اثنين وثمانين وستمائة برسم أم الملك الصالح علاء الدين على بن الملك المنصور قلاوون، فلما كمل بناؤها نزل إليها الملك المنصور ومعه ابنه الصالح وتصدق عند قبرها بمال جزيل، وكانت وفاتها فى 16 شوال سنة ثلاث وثمانين وستمائة .

مع العلم أن الأمير علم الدين سنجر، هو من قام بتنفيذ مجموعة المنصور قلاوون بشارع المعز، كما ذكره حسن عبد الوهاب بخبير العمارة فى كتابه تاريخ المساجد الأثرية عندما تحدث عن هذه المجموعة والتى تعد درة وجوهرة شارع المعز .

[box type=”warning” align=”aligncenter” class=”” width=””]وعند الرجوع لمدرسة وقبة أم الصالح حديثنا اليوم، هل حالتها مثل حال قبة نجم الدين أو تاج محل؟ أم أنها فقدت معالمها مثلها مثل قبة الأشرف خليل الموجودة بالقرب منها؟[/box]

يأتى على مبارك ليخبرنا ما حدث بها بعد ذلك قائلاً : وقد تخربت المدرسة وبقيت كذلك مدة ثم جعلت تكية عُرفت بتكية السيدة نفيسة سكنها جماعة من الأتراك بنوا فيها بيوتاً وخلاوى، وبقى من آثارها القديمة القبة وهى متهدمة والمنارة التى يُقال عليها المبخرة .

ولكن عند النظر إلى حالتها اليوم، نجدها أسوء مما كانت عليه وقت على مبارك فالمنارة فقدت قمتها، والقبة تشبعت جدرانها بمياه الصرف الصحى، ولم يكتفِ سكان المنطقة بوجود المياه بها واختفاء جثمان من دُفن بها – وهما فاطمة خاتون وابنها الصالح علاء الدين على – فقد تحولت إلى مقلب للقمامة والمخلفات، فإلى متى ستصمد هذه القبة؟ وهل أنشأها المنصور قلاوون لكى يهين زوجته وابنه لهذه الدرجة؟

[box type=”note” align=”” class=”” width=””]التخطيط المعمارى[/box]

لم يبق من عمارة المدرسة إلا القبة والمنارة والبوابة الرئيسية وبقايا السقيفة التى تتقدم القبة.

[box type=”info” align=”” class=”” width=””]المدخل: يتكون من مدخل مقبى كان يوجد على جانبيه عمودان اندثرا الآن.[/box]

المنارة: تقع بجوار المدخل الرئيسى وهى عبارة عن بدن مربع يضيق كلما ارتفعنا لأعلى، فُتح بكل ضلع منها نافذة معقودة على جانبيها عمودين مدمجين، وكان يعلوه جوسق من المرجح أن تكون قمته كانت على طراز المبخرة كما قالت سعاد ماهر لم تعد موجودة الآن، ولكن عند الرجوع الى لوحات المستشرقين نجد أن قمة المنارة لم تكن مبخرة كما ذكرها على مبارك وسعاد ماهر، وإنما هي مجرد قبيبة صغيرة تتوج قمة المنارة .

القبة: تتكون من مربع من الآجر فُتح بكل ضلع باب عدا جهة القبلة، يعلو كل باب نافذة قندلية تتكون من فتحتين مستطيلتين تعلوهما قمرية مستديرة، يعلو المربع منطقة انتقال مثمنة فى وسط كل ضلع منها نافذة ذات عقد مدبب.

أما القبة من الداخل فتتكون من حجرة مربعة مغطاه بسقف خشبى بدلاً من القبة المندثرة التى يمكن ان نستنتج شكلها من قبة الأشرف خليل التى تشبه الضريح الى حد كبير وموجودة بالقرب منها، فُتح بكل ضلع منها فتحة باب عدا جهة القبلة يتوسطه محراب سقط نصفه السفلى تقريبا، ومُلئت أرضيتها بالقمامة التى تُخفى تحتها كمية من مياة الصرف الصحى والتى يُقال أنها مياه جوفية.

ويتقدم القبة سقيفة مثلها مثل قبة الأشرف خليل والسيدة رقية وشجر الدر، والسقيفة غير مسقوفة الآن ومن المؤكد أنه كان يغطيها سقف خشبى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »