...
ابرز الموادسياحة عربية

“اللوفر أبوظبي” يتعاون مع متحف جيه بول غيتي لدراسة لوحات قديمة

وأطلق المشروع قسم حفظ الآثار في متحف جيه بول غيتي في العام 2013، وهو مشروع يُعنى بدراسة اللوحات القديمة وتحليلها وإجراء الأبحاث حولها، ويهدف إلى الكشف عن أسرار هذه اللوحات الجنائزية، التي تندرج في إطار المجموعات الفنّية للعديد من المتاحف من حول العالم، ونشر النتائج التي يتم التوصل إليها، وذلك بغية الإلمام أكثر بعملية إنتاج التحف الفنية والمواد المستخدمة في هذه اللوحات.

أما متحف اللوفر أبوظبي، فقد انضم إلى هذا المشروع في العام 2019 من أجل دراسة “لوحة جنائزية لرجل يحمل كوباً” /225- 250م/، وهي مثال بارز عن اللوحات الجنائزية الرومانية المصرية التي تضمها مجموعة المتحف الفنّية ..وهذه اللوحات عبارة عن صور للمتوفى، تجمع ما بين أساليب فنّية يونانية رومانية تمتزج مع العادات الجنائزية المصرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 2000 عام.

ويقود المشروع في متحف اللوفر أبوظبي فريق من الباحثين والعلماء من المتحف بالتعاون مع جامعة نيويورك أبوظبي.

وقالت الدكتورة ثريا نجيم، مديرة إدارة المقتنيات الفنية وأمناء المتحف والبحث العلمي في اللوفر أبوظبي: “إن مشروع أبير هو من أبرز المشاريع التي عمل عليها المتحف بالتعاون مع مؤسسات أخرى منذ افتتاحه ..ونحن نهدف، من خلال هذا المشروع، إلى تشجيع الدراسات العلمية والمساهمة في الوقت عينه في الأبحاث الأكاديمية العالمية”.

وااضفت أن هذا المشروع يشكل فرصة ملهمة جداً بالنسبة لدولة الإمارات العربية المتحدة لتكون جزءاً من هذه المبادرة العالمية التي تهدف إلى تبادل الاكتشافات حول مجموعة من أبرز الأعمال الفنّية القديمة في العالم، مشيرة إلى أن مشروع أبير، وهو من ضمن العديد من المشاريع التي يتم العمل عليها، يتلاءم مع مهمة المتحف واسعة النطاق والتي تقوم على التجارب وعلى تقديم نتائج أكاديمية مهمة حول الأعمال الفنّية التي حددت ملامح الإنسانية.

ويقوم مشروع “أبير” على عمليات علمية ..ففي اللوفر أبوظبي على سبيل المثال، تم استخدام مطيافية الأشعة السينية للكشف عن غالبية المواد الكيميائية الموجودة على سطح اللوحات وتحديدها ..بعد ذلك، يتم تحليل هذه المواد للتوصل إلى معلومات جديدة حول اللوحات، بما في ذلك طريقة ومكان ابتكارها فضلاً عن مبتكرها ..كما تسلط الدراسة الضوء على تاريخ هذه الأعمال الفنّية، وذلك عبر الكشف عن أجزاء قد تكون رُسمت فوق بعضها البعض، أو تم ترميمها.

يُذكر أن متحف اللوفر أبوظبي يعمل على بناء أول مختبر لتحليل المواد الخاصة بالأعمال الفنّية ..وقد تعاون عالما المتحف إلسا بورغينيون وبابلو لونديرو، في إطار مشروع أبير، مع زملاء لهما من جامعة نيويورك أبوظبي هم أستاذ الفيزياء وأحد مديري مركز ذاكرة لدراسات التراث في الإمارات العربية في جامعة نيويورك أبوظبي فرانشيسكو أرنيودو، وعالم الأبحاث أدريانو دي جيوفاني، والباحث المساعد رودريغو توريس سافيدرا بالجامعة ..وقد ساعد هؤلاء العلماء في عملية البحث والتحليل في مشروع “أبير” باستخدام تقنية مطيافية الأشعة السينية الخاصة في جامعة نيويورك أبوظبي.

وفي هذا السياق، قال أرنيودو: “تعتبر جامعة نيويورك أبوظبي جامعة للفنون ومؤسسة للأبحاث تقدّر إلى حد كبير التداخل ما بين التخصصات المتعددة ..ويعد استخدامنا للتقنيات الشائعة في الفيزياء الذرية والجزيئية للإجابة على الأسئلة المتعلقة بالتراث الثقافي خير مثال على مجال عملنا ..لذا فإن التعاون مع متحف اللوفر أبوظبي في مشروع “أبير” يشكّل فرصة رائعة ومثالاً على التعاون بين الجامعات والمتاحف للإجابة على الأسئلة المطروحة في مجالات متعددة ولتقديم فرص للباحثين والطلاب”.

وعند اكتمال الدراسة التحليلية لهذه “اللوحة الجنائزية لرجل يحمل كوباً”، ستُنشر النتائج على قاعدة بيانات مشروع “أبير” عبر الإنترنت لتصبح متاحة أمام العلماء والباحثين، مع الإشارة إلى أنه سيتم نشر أول النتائج التي يتم التوصل إليها في نهاية العام 2020.

وإلى جانب مشروع “أبير”، أطلق قسم البحوث والتطوير في متحف اللوفر أبوظبي مؤخراً العديد من المبادرات الأخرى في إطار البحث والحفاظ على الأعمال الفنّية، ليعزز بذلك مساهمته الأكاديمية في مجال تاريخ الفن ..وتشمل هذه المبادرات برامج تتمحور حول مخطوطات العصور الوسطى وترميم لوحات “رحلات صيد الإمبراطور ماكسيميليان” المنسوجة، إضافة إلى “درع الفارس والحصان” التركي التي تعود إلى ما بين القرنين السادس عشر والسابع عشر، وهي جزء من معرض “فن الفروسية: بين الشرق والغرب”.

وتشمل برامج أبحاث اللوفر أبوظبي العلوم الاجتماعية ودراسات الترجمة في عالم المتاحف، وأن المتحف يعمل على هذه البرامج بالتعاون مع أبرز الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة ..إذ تهدف هذه المشاريع واسعة النطاق إلى اكتشاف مجموعة المتحف الفنّية بشكل معمّق أكثر وتعزيز عملية الترميم والحفاظ على الأعمال الفنّية التي تعود إلى حضارات مختلفة على مر التاريخ.

المصدر
وام

أحمد حماد

صحفي مصري ومعد برامج ـ تخرج في كلية الإعلام عام 2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »