أصدرت وزارة السياحة والآثار، الفلسطينية، اليوم الأحد، بيانا أدانت فيه القرار العسكري الإسرائيلي حول مصادرة أحد المواقع الأثرية في محافظة سلفيت والمعروف بدير سمعان غرب كفر الديك.
وقالت الوزارة إن هذا الموقع الأثري موجود على قمة جبلية تشرف على الأودية والجبال المحيطة وهو من أهم المواقع الأثرية في محافظة سلفيت وتظهر فيه بقايا أثرية مهمة منها دير بيزنطي وبقايا غرف سكنية وجدار يحيط بالموقع وآبار تخزين ومقابر منحوته في الصخر وأعمدة ونقوش حجرية وغيرها.
وأوضحت أن الموقع تعرض سابقا لاعتداءات أثناء قيام سلطات الاحتلال بإنشاء مستوطنة قريبة من الموقع وأزال بعض المعالم الأثرية الهامة، وهو اليوم يقوم بمصادرة الموقع الأثري كاملا بموجب قرار عسكري للسيطرة على مقدرات الموقع الثقافية وعزله عن المنطقة.
وقال البيان: إن وزارة السياحة والآثار تعتبر قرار المصادرة مخالفا لكافة القوانين الدولية ويتعارض مع الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقيات لاهاي وجنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة التي تمنع القوة المحتلة من مصادرة وضم وتدمير الممتلكات الثقافية في الأراضي التي تحتلها.
وتابع: إن قرار مصادرة هذا الموقع وضمه للمستوطنة القريبة يعتبر عملا غير أخلاقي ومن شأنه أن يلحق ضررًا بالغًا في الموقع الأثري ويعزله عن محيطه، لقد تمادى الاحتلال بالفترة الأخيرة بالاعتداء على التراث الثقافي الفلسطيني وأصبح التراث مهددا في كل مكان بسبب هذا الاستهداف المباشر من القوة المحتلة الغاشمة.
من هنا فإن الوزارة تهيب بكافة أبناء شعبنا للتصدي لهذا الاحتلال وضرورة التعاون المستمر لوقف الاعتداءات على تراث فلسطين الوطني، كما تطالب الوزارة كافة المؤسسات المحلية والدولية التي تعنى بحماية الممتلكات الثقافية بضرورة الزام هذا الاحتلال الغاشم على وقف تدمير ونهب وسرقة التراث الفلسطيني باعتبار هذا التراث جزءا من التراث الانساني ويجب حمايته.
كما ذكر بيان الوزارة أن موقع دير قلعة الأثري أيضا في محافظة سلفيت من أراضي كفر الديك ودير بلوط يتعرض للمصادرة من قبل الاحتلال وهو موقع أثري هام يحتوي على معالم أثرية بارزة منها كنيسة وارضيات فسيفساء نادرة وأماكن تخزين ومباني عامة ومنطقة سكنية وكثير من المعالم الأخرى وقد أجرت فيه سلطات الاحتلال تنقيبات غير شرعية ونهبت محتوياته، والآن بدأت بإجراءات مصادرته، مما يؤكد بشكل تام أن الاحتلال يستهدف تراث فلسطين الثقافي الذي يعتبر جزءا من الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني وهو دليل واضح على ارتباط الإنسان الفلسطيني بأرضه ومقدراته الثقافية التي تكونت عبر آلاف السنين.
وذكر بيان الوزارة أنها ستقوم بمتابعة قرار المصادرة هذا مع كافة الشركاء المحلين والدولين وستبلغ اليونسكو عن هذه الانتهاكات وغيرها، مؤكدًا أن طواقم الوزارة تتابع وتوثق معظم المخالفات التي يقوم بها الاحتلال على التراث الثقافي الفلسطيني وفي جميع الأراضي الفلسطينية.
