...
أقلام ترافلسلايدر الرئيسية
أخر الأخبار

“ابن طولون”.. جامع الغرائب والعجائب والأساطير

بقلم : حسام زيدان

إن كنت حقيقة من هواة ومحبي الآثار، هتلاقي نفسك بتروح تلقائيًا على شارع الصليبة من فترة للتانية، تشوف سبيل قايتباي بتفرده وعمارته وزخارفه الرائعة، ومساجد وخانقاوات ومنازل وجامع من أكبر جوامع مصر قاطبة، وهو جامع أحمد ابن طولون. والجامع الطولوني، واللي أمر ببناؤه أحمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية في مصر، بعد أن استقل بها عن الدولة العباسية، لا يتفرد من بين الجوامع أنه الأكبر مساحة، ستة ونص فدان وفقط، بل إنه بيحوي عدد من الغرائب والعجائب الأثرية..

مئذنة ملوية

مئذنة جامع أحمد ابن طولون ذات طراز نادر ومتفرد بين المآذن المصرية، حيث يدور سلم المئذنة حولها من الخارج وليس من داخلها كما هو المعتاد، وبالطبع واضح التأثير العراقي على المئذنة، حيث تشبه ملوية جامع سامراء، وهي المدينة التي نشأ فيها ابن طولون.

شرافات ذات هيئة بشرية

دايمًا فوق جدران الجوامع الأثرية بنلاقي شرافات، ودي بتكون بمثابة جدار السطح، وتعدد أشكال الشرافات فوق أسطح الجوامع ما بين مسننة ووردة ثلاثية، ولكن في أحمد بن طولون جاءت بشكل متفرد للغاية، على هيئة صفوف المصلين، وكأن الشرافات صف بشري متلاصق.

نجوم سداسية

النجمة السداسية كعنصر زخرفي موجودة بكثرة في تشكيلات الزخارف الهندسية الإسلامية، وبداية الطبق النجمي على محراب السيدة رقية عبارة عن نجمة سداسية وحواليها 6 حشوات، لكن برضه ابن طولون بيتفرد بشكلين هندسيين عبارة عن نجمتين سداسيتين في صحن الجامع مميزتين للغاية.

أطول سورتين بالقرآن

يتفرد جامع ابن طولون بإفريز خشبي عليه سورتي البقرة وآل عمران كاملتين، دائرًا فوق العقود بشكل زخرفي رائع للغاية.

المحاريب الجصية

بيتميز جامع ابن طولون بوجود 5 محاريب من الجص، ومن عصور مختلفة، الأول منها من العصر الفاطمي، واثنين من تجديدات حسام الدين لاجين، واثنين ارجعهما فلوري للقرن العاشر الميلادي، وقد يكونا من العصر الطولوني، هذا بالإضافة لمحراب الجامع الأصلي.

الزيادات الخارجية

ابن طولون هو الجامع الوحيد اللي بيتميز بزيادة تحيط بالجامع من جوانبه وتفصل بين الجامع وبين الشوارع المحيطة، والزيادة دي إما إنها تأثير عراقي، أو إن المعماري لجأ ليها عشان يعمل التدرج المطلوب من أسفل لأعلى، لأن المسجد مبني فوق مرتفع صخري يقال له جبل يشكر.

دعامات

يحمل سقف الجمع دعامات وليس أعمده كما هو مشهور، حيث يبلغ عددها 160 دعامة، والدعامات هو تقليد متبع في مساجد سامراء، حيث سبق جامع أحمد بن طولون في التصميم دا جامعين آخرين الأول جامع سامراء، والثاني جامع أبو دلف.

ابن طولون في أرقام..

يضم المسجد 42 بابًا، لتسهيل عمليات الدخول والخروج و 129 شباكًا، و6 محاريب خمس منها جصية ومحراب أساسي، ومساحته 6.5 فدان، وبالجامع 160 دعامة.

أساطير أحاطت بالمسجد

أشهر تلك الأساطير أن ابن طولون قال لمهندسه “أريد جامعًا إن احترقت مصر لم يحترق وإن غرقت لم يغرق”، وفي الأغلب هذه الرواية انتشرت لتفسير استخدام الآجر “الطوب الأحمر” كمادة للبناء، في حين أن هذا النوع من الخامات كان شاع في هذا العصر، ففي تجديدات قرة بن شريك عام 93 هـ لجامع عمرة استخدم الآجر، والحجر استخدم بعد ذلك بكثرة في العصر الفاطمي.

ثاني الأساطير

كثرة المحاريب ترجع لكثرة المذاهب في مصر، وبالطبع هذه أسطورة أخرى، فالمحاريب الجصية جاءت دي جاءت لتخليد أعمال التجديدات التي أجريت على المسجد، وأشهرها في عصر المستنصر بالله الفاطمي، وأكبرها في عصر حسام الدين لاجين.

ثالث الأساطير

أن جبل يشكر الذي تم بناء الجامع فوقه هو الجبل الذي وقف فوقه سيدنا موسى عليه السلام مناجيًا ربه، وكذلك هو الجبل الذي رسيت فوقه سفينة سيدنا نوح عليه السلام، وبالطبع كلا الروايتين أسطورة، وسبب بناء المسجد فوق الجبل للبعد به عن مستوى فيضان النهر.

رابع الأساطير

هناك رواية بالمصادر عن أن مهندس مسيحي اقترح على ابن طولون البناء بالدعامات بدلًا من الأعمدة لأنه كان ينوي هدم الكنائس لاستجلاب الأعمدة، وفي الأغلب هذه رواية مختلقة، فلم يكن من العادة هدم أبنية قائمة لبناء المساجد وخصيصًا الكنائس، وتصميم الجامع هو تقليد للمساجد العراقية سواء مسجد سامراء أو مسجد أبي دلف.

خامس الأساطير

المئذنة الملوية، قالت بعض الروايات أن ابن طولون كام جالسًا ذات مرة، وأمسك بورقة وجعلها قرطاسًا، ثم استدعى المهندسين وقال لهم أريد مئذنة كهذه، وبالطبع لا يوجد بناء يتم بهذه الطريقة، والأغلب أن تصميم المئذنة تقليد لمئذنة سامراء الملوية. وإن دلت تلك الأساطير على شيء فإنما تدل على أن المصادر التاريخية لم تخلو من الدس أو الروايات الشعبية، التي جرت على ألسنة المؤرخين لافتقادهم طرائق الاستدلال والبحث التاريخي والأثري.

المصدر
حسام زيدان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »