ترافل نت_ سلطنة عمان
هل سبق وقابلت الجن؟
عند سفوح جبال الحجر الشرقية، يقع واحد من أجمل وأغرب أسرار الطبيعة، وهو ثالث أكبر الكهوف الجوفية في العالم، ألا وهو ” كهف مجلس الجن”، في سلطنة عمان، الذي يعتقد السكان المحليون أنه مسكون من قِبل الجن.
منذ قرون وَلّت اعتقد سكان الشمال الشرقي من البلاد، أن هذا الكهف غير طبيعي، وأن الجن يتأخذ منه مجلسًا له، وهذا لرؤيتهم أجسامًا غريبة تتحرك داخل الكهف، لكن بعد فترة من الزمن اتضح أن هنالك هوة في سقف الكهف يتسلل منها الضوء ينعكس على الحائط ويكون ظلالاً متحركة، ما جعل المحليون يظنون أنها أرواحًا خفية، لذلك أسموه بكهف مجلس الجن.
يُعتبر من أضخم الكهوف الجوفية إذ يبلغ طوله 340 مترًا، وعرضه 228 مترًا، ويصل ارتفاعه إلى 120 مترًا على هيئة قبة، كما أن ” مجلس الجن” يوجد على شكل دائري يمكنه استيعاب 10 طائرات كبيرة الحجم تصطف على أرضيته، التي تتجاوز مساحتها 58 ألف مترًا، وسعته 4 ملايين متر مكعب.
تتألف جدران الكهف من الحجر الجيري، يتوسطها المجاري المائية، بالبحث والدراسة اتضح أن أرضية كهف مجلس الجن بحيرة عميقة لكنها جافة، وبسبب حدوث الفيضانات المستمرة وعواصف مطرية عاتية، تغيض الماء داخل الثقوب الجدرانية والسقفية.
وبما أن الكهف عميق إلى هذا الحد كان من الطبيعي أن تنخفض درجة الحرارة به، فتصل في بعض الأحيان إلى ما دون 18 درجة مئوية، وتكسو جدرانه الشمالي طبقة سميكة من كربونات الكالسيوم مختلطة بالوحل.
اُكتشف هذا الكهف عندما كانت الهيئة العامة لموارد المياه بالسلطنة العُمانية بتنفيذ برنامج للبحث عن الصخور الكربونية، وذلك من أجل اكتشاف مصادر مياه جوفية أخرى، وكانت جرأة كبيرة من ” دون ديفيسون” وهو أحد خبراء الهيئة، حين هبط إلى كهف مجلس الجن من خلال الفتحة البالغ عمقها 120 مترًا، في عام 1983، ولكن زوجته أتت في العام التالي لتقوم بما فعله زوجها، ولكن هذه المرة من فتحة يصل عمقها 158 مترًا، فسميت باسمها.
