منحوتات تحت الماء في فرنسا

 صمم هذا المتحف الفنان البريطاني الشهير جيسون ديكيرس تايلور الذي انتشرت أعماله في مختلف أنحاء العالم. ولقد استغرق تصميم هذه المنحوتات أربع سنوات، وهي تعدّ أول عمل فني لتايلور في البحر الأبيض المتوسط.

تعكس هذه المنحوتات صوراً  من الحياة الإجتماعية المحلية، فهي تصوّر شخصيات من السكان المحليين من أعمار ومهن مختلفة، من صياد محلي يبلغ من العمر 80 عاماً، الى تلميذ في مدرسة إبتدائية يبلغ من العمر تسع سنوات. أما فكرة الأقنعة فهي منبثقة من تاريخ الجزيرة، حيث سُجن “الرجل ذو القناع الحديدي” في أواخر القرن السابع عشر. كما وترمز فكرة الأقنعة أيضاً الى الهوية والشخصية العامة وما يكمن وراء المظهر الخارجي.

يزيد ارتفاع هذه المنحوتات عن المترين، أما وزنها فهو يصل الى حوالي 12 طناً. تم وضعها في الماء على عمق يصل إلى 3 أمتار فقط حيث المياه صافية، ليتمكن الزوار من الوصول اليها بسهولة لمشاهدتها والتعرف إلى الحياة البحرية في محيطها.

أما موقع المتحف فلقد تم اختياره بسبب الأضرار التي لحقت به جرّاء التفجير الذي حصل قديماً باستخدام الديناميت من أجل مدّ الأنابيب والكابلات الكهربائية.

ويعود الهدف الأساسي لإنشاء هذا النوع من المتاحف، حماية الحياة البحرية وتوفير ملجأ لها. لأن أعمال تايلور الفنية هي في الأساس عبارة عن شعاب مرجانية اصطناعية. فيتمّ إنشاء المنحوتات باستخدام أسمنت غير سام ومتعادل الرقم الهيدروجيني وخالٍ من الملوثات الضارة. لتصبح بالتالي هذه التصاميم جزءاً لا يتجزأ من النظام البيئي المحلي، قادرة على جذب الكائنات الحية اليها. كما ويسمح سطح المنحوتات الخشن لليرقات المرجانية الالتصاق والازدهار. كما توفر الزوايا والثقوب الحجرية الداكنة في داخلها منازل وملاجئ آمنة للأسماك.

تم نقل التماثيل إلى الموقع من طريق القوارب، وذلك بعد تنظيف المكان وإزالة البنية التحتية البحرية القديمة والقمامة والأنابيب والكابلات التي كانت موضوعة في الموقع. ومن ثم وُضعت في مكانها بواسطة الغواصين والرافعات.

اضافة الى أهميته الفنية والبيئية، فلقد ساهم هذا المتحف أيضاً بإنشاء نقطة جذب سياحية جديدة ورائعة تجذب محبي الغوص واكتشاف الحياة البحرية. فأصبح في إمكان السباحين والغواصين السباحة بين المنحوتات من دون دفع رسوم دخول.