...
ابرز المواداخبارالسياحة المصرية

قائد مسيرة أمس.. حكاية “سقنن رع” أقدم ملوك موكب المومياوات الملكية

أنطلق 22 مومياء ملكية في رحلة ينتظرها العالم من مقر عرضها الحالي في المتحف المصري بالتحرير إلى مكان عرضها الدائم في متحف الحضارة بالفسطاط في مصر القديمة.

المومياوات الملكية المنقولة في موكب مهيب تم الإعداد له منذ شهور عدة، يتقدمها أقدم ملوكها وهو الملك “سقنن رع تاعا”.

يُعد الملك “سقنن رع تاعا” من ملوك الأسرة السابعة عشرة، وكان حاكما لطيبة “الأقصر حاليًا” حيث حكم جنوب مصر بين عامي 1555- 1560 قبل الميلاد.

حاول ملك الهكسوس أبوفيس البحث عن سبب للاشتباك مع سقنن رع حاكم طيبة، فأرسل إليه رسالة يشكو فيها من أصوات أفراس النهر التي تسبح في البحيرة المقدسة بمعبد الإله آمون في طيبة لتزعج ملك الهكسوس وتمنعه من النوم في عاصمته البعيدة أواريس في دلتا النيل على بعد مئات الكيلومترات من طيبة.

جاء رد سقنن رع على ملك الهكسوس في إطار خطة الأول لطرد المحتل من أرض مصر، فجاء الرد مظهرا الرغبة في السلام، فضلا عن إكرام الوفد الهكسوسي حامل الرسالة.

وبدأ الملك صاحب الجثمان العتيق الآن، في عهده حرب التحرير ضد الهكسوس وأكمل الحرب من بعده أبنائه كامس وأحمس الأول.

كما بدأ حكام مصر في الأسرة الـ17 تحت قيادة سقنن رع تاعا الثاني في مقاومة احتلال الهكسوس، خصوصًا أنه لم يبق من أرض مصر المستقلة سوى شريط ضيق في صعيد مصر كان ينعم بنوع من الاستقلال الذاتي تحت سيطرة حكام مدينة طيبة، يمتد من القوصية في أسيوط (آخر حدود الهكسوس جنوبًا) وإلى منطقة إلفنتين في أسوان.

ملابسات مقتل الفرعون سقنن رع تاعا الثاني ظلت مثار جدل، حيث لم يتم العثور على ما يفيد أية معلومات بشأنها، ولم ترد كذلك في أية سجلات أو جداريات.

ومؤخرا أجرى الدكتور زاهي حواس، والدكتورة سحر سليم، أستاذ الأشعة بكلية الطب جامعة القاهرة، مسحا بالأشعة المقطعية يخص الملك سقنن رع، ساعد في سرد قصة ملك في مصر القديمة مات في سبيل إعادة توحيد مصر في القرن السادس عشر قبل الميلاد، وذلك في البحث الذي نشر بتاريخ 17 فبراير بمجلة Frontiers in Medicine.

وقد أظهرت الأشعة المقطعية تعرضه لضربات في الرأس والوجه وإصابته بجروح قاتلة، وجرى دراسة أسلحة الهكسوس الموجودة في المتحف المصري بالتحرير ومقارنتها بآثار الجروح في وجه الملك سقنن رع.

وكشفت الدراسة عن وجود تضاهي كبير بين أسلحة الهكسوس وجروح الملك، وهو ما يكشف عن دوره البطولي في مواجهة الهكسوس أثناء احتلال مصر.

وتفترض الدراسة أن الفرعون تعرض للأسر قبل قتله، وأعدم في أجواء احتفالية، إذ تبين من تصوير مومياء الفرعون بالأشعة المقطعية وجود التواءات وجروح في ذراعيه، تفيد بأن يديه قُيدتا خلف ظهره، مما منعه من صد الهجوم الشرس عن وجهه، ومن ثم تلقى عدة إصابات في جمجمته.

أجمع العلماء على أن الملك الشهيد راح صريعًا إثر مجابهته الهكسوس، بعد العثور على آثار إصابات حرب في أنحاء متفرقة من جسده، وثقوب بأحجام مختلفة في جمجمته، والتواءات في ذراعيه، وتشير الدراسات إلى أن الملك مات في الأربعينيات من عمره.

وجرى العثور على مومياء الملك سقنن رع داخل تابوت ضخم من خشب الأرز في خبيئة الدير البحري بمنطقة غرب الأقصر عام 1881.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »