...
ابرز الموادسياحة عربية

“مجلس الجن”.. كهف الأساطير والطبيعة الخلابة

للحظة الأولى ستشعر بالتردد في الدخول أو الرجوع من حيث أتيت، فهذا الهدوء القاتل والظلمة حالكة السواد كفيلة بأن تتسبب في قشعريرة بدنك وأن ترتعد أوصالك. قد لا يكون “كهف مجلس الجن” أكثر الكهوف رعبا في العالم، لكن به من الغموض ما جعله يثار حوله العديد من القصص المرعبة.

تم اكتشاف “مجلس الجن” للمرة الأولى عام 1983 على يد أحد خبراء برنامج الهيئة العامة لموارد المياه للبحث عن الصخور الكربونية في سلطنة عمان ويدعى “دون ديفيسون” ويقدر الجيولوجيون عمر الكهف بخمسين مليون سنة، ويعتبر مستودع كنوز للحياة الطبيعية.

ويقدر الجيولوجيون عمر كهف “مجلس الجن” أو “كهف سلمى” كما يطلق البعض عليه نسبة إلى المنطقة التي يوجد فيها بخمسين مليون سنة، ويقع الكهف على مسافة ثلاث ساعات من مسقط عاصمة سلطنة عمان، وهو ثالث أكبر الكهوف الجوفية في العالم، وتبلغ مساحته 58 ألف متر مربع ويصل طوله إلى 310 أمتار وعرضه 225 متراً وارتفاعه على هيئة قبة 120 مترا. فلك أن تتصور أن يستطيع استيعاب 10 طائرات جـامبو تصطف جنبا إلى جنب، ويتكون الكهف من الحجر الجيري وتعتبر أرضيته بحيرة عميقة جافة.

يعود سبب تسمية “مجلس الجن” بهذا الاسم إلى أسطورة قديمة تروى عن نفر من الجن يتخذون هذا الكهف مجلسا لهم. وهو ما أكدته روايات السكان المحليين والقرويين من صدور أصوات غريبة من الكهف ورؤية أشباح حول، لكنه اتضح لاحقا أن هناك تجويفا في سقف الكهف يتسلل منه الضوء إلى الحائط الأيمن عاكسا معه ظلالاً متحركة اعتقدها السكان جنا وأشباحا، وهو ما جعلهم يتجنبونه لأعوام طويلة ويخافون الاقتراب منه وهي الروايات التي أنكرها العالم لاحقا.

كما تعود تسميته بـ”كهف سلمى” إلى أنه كان قديما امرأة صالحة تدعى “سلمى”، ترعى الغنم وحين نامت أكلهم النمر، فحزنت حزنا شديدا ودعت الله أن ينتقم من الجاني، فأرسلت السماء سبعة نيازك أدّت إلى تكوّن الفتحات في جدرانه وهو ما يتوافق مع عدد الخراف التي أكلها النمر، فسميت تلك الهضبة بهضبة سلمى، وكذلك الكهف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »