...
سياحة عربيةمساجد

مساجد وسط بيروت التاريخية… معالم فريدة جديرة بالإكتشاف

تشتهر العاصمة بيروت بغناها التاريخي، فهي تحتوي على مجموعة كبيرة من المعالم الاثرية والتراثية الشاهدة على غناها الحضاري

من أبرز المعالم التي تجذب الزائرين الى وسطها، الأبنية التاريخية الإسلامية التي أخذت تنتشر في بيروت منذ بداية دخول الإسلام اليها. أبرزها المساجد القديمة التي تزين وسطها وتعطيها بهندستها وتصاميمها طابعًا مميزًا لا مثيل له

إكتشف هذه المجموعة من مساجد بيروت التاريخية والواقعة في وسط المدينة، وما لها من أهمية تراثية وتاريخية ودينية شاهدة على مختلف العصور الاسلامية

الجامع العمري الكبير

هو أكبر الجوامع الموجودة في قلب بيروت، ومن أقدمها. كان عبارة عن كنيسة صليبية، بنيت في العام 1110 على اسم القديس يوحنا المعمدان على أطلال معبد روماني قديم

عند سيطرته على المنطقة، قام السلطان صلاح الدين الأيوبي عام 1187 بتحويل الكنيسة الى مسجد على اسم الخليفة عمر بن الخطاب فأصبح يعرف “بالجامع العمري الكبير” وقد عُرِفَ حينها أيضًا بجامع “فُتُوح الاسلام”. ولما أعاد الفرنجة احتلال بيروت عام 1197 أعادوا تحويل المسجد الى كاتدرائية. ثم ما لبث أن استعاده المسلمون ثانية في عهد المماليك وأقاموا فيه بعض التعديلات لتتناسب مع تصميم الجامع؛ ومن بينها إضافة المئذنة والمنبر

يتميز بناء المسجد بتصميمه الصليبي المميز بالحنيات الثّلاث المقبّبة، والجُدران السميكة، والعقود المحمولة على الأعمدة المزخرفة والمزيّنة بتيجان رومانيّة

تصوير نبيل اسماعيل

تصوير نبيل اسماعيل

جامع السرايا

يقع جامع السرايا في وسط بيروت، شرق جامع العمري الكبير، عند مدخل سوق سرسق. يُعرف أيضًا باسم جامع الأمير منصور عساف. وكان يُطلق عليه تسمية جامع دار الولاية. ولقد سمي بجامع السرايا لقربه من سراي الأمير عساف او دار الولاية

يتميز المسجد بتصميمه وهندسته التي تعكس الفن الاسلامي؛ فهو يتألف من مدخل عبارة عن رواق تزينه ثلاثة عقود مدببة محمولة على دعامتين من الحجر الجيري ويغطى سطحه أربع قبب. وتنفرد قاعة الصلاة بتصميمها، فالمحراب هو عبارة عن قوصرة متعددة الاضلاع يغطيها الرخام الأبيض والأحمر الداكن ويكتنفها عمودان من الرخام لكل منهما تاج مقرنص من ثلاثة صفوف، اما المنبر فهو من الرخام الابيض وله مدخل معقود يعلوه صفان من المقرنصات. تقع المئذنة في الواجهة الشمالية للمسجد بالقرب من الركن الشمالي الغربي وهي متصلة بالمبنى وتشكّل جزء من الحائط الشمالي

تصوير نبيل اسماعيل

جامع الأمير منذر

يقع جامع الامير منذر في وسط بيروت غربي الجامع العمري الكبير. بنى المسجد الأمير منذر بن سليمان التنوخي في العام 1620 في عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني على أنقاض مبنى روماني قديم لا تزال بعض أعمدته موجودة في جوار المسجد. يُعرف أيضًا بجامع “النوفرة” بسبب نافورة الماء المصنوعة من المرمر والموجودة في صحنه

يتميز المسجد بمدخليه، الرئيسي الذي يعود الى القرن السابع عشر وهو عبارة عن بوابة مقوّسة من جهة سوق البازركان، أما المدخل الثاني فتزينه ثلاثة أقواس، أضيف لاحقًا وهو يطل على سوق المنجدين وما يعرف اليوم بشارع المصارف. استخدمت في بناء فناء المسجد أعمدة الصوان الرومانية مما أكسبه رونقًا وجمالًا هندسيًا

تصوير نبيل اسماعيل

جامع أبو بكر الصديق (الدباغة)

كان يعرف هذا المسجد أيضًا باسم الجامع العمري الشريف، كما وأطلق عليه اسم جامع البحر لقربه من البحر. أما تسميته باسم جامع الدباغة تعود لقربه من الدباغة حيث كانت تدبغ الجلود

يقع هذا الجامع في الجهة الشرقية لمرفأ بيروت وهو مرتفع عن الأرض يمكن الوصول اليه من خلال درج، أما في أسفله فيوجد عدد من المتاجر. المبنى الاساسي بني في العام 1294م

ولقد قامت بلدية بيروت في عهد الانتداب الفرنسي بهدمه بهدف توسيع الطرقات، ثم أعيد بناؤه عام 1932 ، وأطلق عليه منذ ذلك التاريخ اسم جامع أبو بكر الصديق

جامع المجيدية

يقع هذا المسجد في وسط بيروت وهو يعود الى الفترة العثمانية. كان في الأصل عبارة عن قلعة بحرية، وبرجاً مهماً من أبراجها. وكانت تستخدم الغرف السفلية كمخازن لتجار الخشب

أضيف الى الجزء الغربي من القلعة جناح تحوَل الى زاوية للصلاة عام 1699 تحت اسم “زاوية الشيخ محمد الشويخ”. وفي عهد السلطان عبد المجيد الأول تم تحويله الى مسجد وذلك في العام 1844 وسمي حبنها بجامع المجيدية نسبة للسلطان. وأضيف اليه الفناء الداخلي والسقف والباب الذي يسمح بالوصول إلى طريق الميناء مع سلّم حجري صخري. جدد المسجد المميز بموقعه المشرف على البحر في عهد السلطان عبد الحميد الثاني مع بعض الاضافات التي زادت من جماله ورونقه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »