يتطلب الوصول إلى منطقة العيون الكبريتية بجنوب سيناء العبور في مدقات رملية غير ممهدة، من داخل مدينة رأس سدر لمسافة 9 كيلو مترات بعمق الصحراء، إلا أن عناء التحرك على طريق غير ممهد، يبدو هيناً على كثيرين في سبيل الاستلقاء لساعة كاملة تحت رمال مشبعة بالكبريت تساعد على تقليل آلام المفاصل.
عيون المياه الكبريتية تقع في وادي عسل برأس سدر، أغلب زوارها من سكان المدينة نفسها، لكن عدداً قليلاً من الفنادق يخصص رحلات لنزلائه الراغبين في خوض تجربة استشفاء بالطبيعة البكر.
تمتد المياه الكبريتية في أكثر من منطقة بجنوب سيناء، تبدأ بالعيون الكبريتية في رأس سدر، ثم حمام فرعون على الطريق الدولي إلى مدينة شرم الشيخ، وهو عبارة عن مياه تخرج من كهوف داخل جبل تصب في مياه خليج السويس، يفضل زوارها السباحة في المصب لتحمل درجة الحرارة التي ترتفع كلما دخلنا إلى عمق الكهوف.
وفي عام 2008 كشفت بعثة الآثار المصرية عن كهف بمنطقة حمام فرعون استخدم ملجأ للمسيحيين الفارين من الاضطهاد الروماني في القرنين الرابع والخامس الميلاديين.
وآخر المزارات يسمى حمام موسى بمدينة الطور، ويعتقد سكان المنطقة أن نبي الله داوود استشفى به خلال رحلته في سيناء.
يحكي سكان رأس سدر أن مياه العين تؤثر في المياه الجوفية بالمنطقة حتى جبل حمام فرعون، الذي يبعد عنها 30 كيلو متراً.
منطقة العين تظهر مثل واحة وسط الصحراء القاحلة، وعلى الرغم من حرارة مياهها وقسوة الصحراء، إلا أن الطبيعة البكر منحت المنطقة جواً مميزاً. درجة حرارة مياه العين تصل إلى 200 درجة مئوية، وهي تندفع من باطن الأرض في حالة فوران وبخار الماء المحمل برائحة الكبريت لا تستطيع تحمله عن قرب من مكان خروجها.
شقت المياه لنفسها قناة طولها 100متر حتى تستقر في منخفض عمقه أقل من مترين ومساحته لا تقل عن 150 متراً ، مثل حمام سباحة طبيعي درجة حرارته تتدرج من الساخن جداً إلى الساخن ثم الدافئ.
بحث طبي عرض في مؤتمر لطب الطبيعة عقد في مدينة شرم الشيخ قبل سنوات، تضمن تقريراً لأطباء ألمان عن إمكانية علاج الحمامات الكبريتية الحرارية لأمراض الجهاز العضلي الهيكلي والأمراض الروماتيزمية بسبب دفء المياه الذي يزداد بفعل كبريت الهيدروجين، بالإضافة إلى أن الاستحمام بها يعمل على استرخاء عضلات الجسم واتساع الأوعية الدموية وزيادة نبضات القلب.
