اشتُهرت دير القمر بكونها عاصمة الأمراء. فقد شكّلت دير القمر عبر التاريخ مقرّاً لأمراء لبنان خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر. وتعدّ دير القمر اليوم من أجمل القرى في لبنان ومن المواقع التراثية التي ما زالت تحافظ على الطراز اللبناني التقليدي.
تحتفظ المنطقة بعدد كبير من المباني التاريخية والتراثية الرائعة، التي لا بدّ لك من زيارتها، وفيما يلي 10 من أبرزها!
ساحة الميدان
تبدأ زيارة دير القمر من ساحة الميدان التي تُعرف اليوم بساحة داني شمعون. شهدت هذه الساحة في عصر الأمراء المعنيين مبارزات ومباريات فروسية عديدة. وتتوسط الساحة بركة مياه مستديرة الشكل يعود تاريخها الى القرن التاسع عشر.
جامع الأمير فخر الدين الأول
بُني هذا الجامع عام 1493، وسُمي باسم الأمير فخر الدين المعني الأول، لأنه رمّمه في القرن السادس عشر. تحتوي واجهتاه الغربية والجنوبية على كتابات تؤرخ تاريخَي تشييده وترميمه. يتميز المسجد بهندسته البسيطة والتقليدية، فهو يتألف من قاعة صلاة مربعة الشكل مسقوفة بعقد مصلّب ومئذنة مثمّنة الأضلاع.
سوق السكافة
تقع هذه السوق القديمة خلف جامع الأمير فخر الدين الأول. يعود تاريخ بنائها الى القرن التاسع عشر، وكانت مخصّصة لبيع الصناعات الجلدية وصناعة الأحذية. ما زالت هذه السوق قائمة حتى اليوم بعد ترميمها وتجديدها، وتضمّ عدداً من المحترفات التقليدية والمحالّ التجارية.
قصر الأمير يونس المعني
شغل الأمير يونس المعني مركز قيادة الجيش عندما قرر أخوه الأمير فخر الدين الثاني اللجوء الى إيطاليا عام 1613. القصر مؤلف من طبقتين، وقد هدم الأمير يوسف الشهابي طبقته الثالثة لاستخدام حجارتها في بناء قصره الخاصّ. يتميز القصر بمدخل مميز يحتوي على زخارف جميلة، بحيث تزيّنه ثلاثة أقواس لكل منها طرازها الخاصّ.
الخرج
بُني الخرج في فترة حكم الأمير فخر الدين المعني الثاني، وكان ثكنة ومستودعاً للذخيرة. حوّل المبنى في القرن التاسع عشر، أي في ظلّ حكم الأمير بشير الشهابي الثالث، الى مستودع للمؤن (الخرج) التي كانت توزّع على الجنود. يشبه هذا البناء بتصميمه الخانات القديمة، فهو يتألف من باحة واسعة تتوسطها بركة ماء ويحيط بها مبنى مؤلف من طبقتين، تزيّنه القناطر والأروقة. حوّل المبنى اليوم الى مكاتب المركز الثقافي الفرنسي.
خان الحرير
يُعرف اليوم بالقيصرية. بُني هذا الخان عام 1595، ويتألف من فناء تتوسطه بركة ماء وتحيط به الغرف المخصّصة للإقامة وتخزين البضائع. استُخدم هذا المبنى لتجارة الحرير التي كانت تعدّ من أهمّ النشاطات الاقتصادية في المنطقة.
متحف ماري باز
هو متحف للشمع، يروي مراحل تاريخ لبنان منذ عام 1512 حتى اليوم، وذلك من خلال منحوتات وتماثيل مصنوعة من الشمع تمثّل شخصيات سياسية وتاريخية وأدبية وفنية بارزة.
يقع المتحف داخل قصر الأمير فخر الدين المعني الثاني، ويتميز بتصميمه الشرقي التقليدي المميز. يتم الدخول اليه عبر بوابة جميلة بزخارفها، تؤدي الى فناء القصر الداخلي، وذلك بعد المرور بغرفة الحرس والقاعة المتعامدة.
الكنيس
يعود تاريخ بناء الكنيس الى القرن السابع عشر. وكان مخصصاً لأبناء الطائفة اليهودية، الذين كانوا يسكنون المنطقة. ما زال المبنى يحافظ على تصميمه القديم وخصوصاً بعد ترميمه وتحسينه.
كنيسة سيدة التلّ
كنيسة قديمة تعود الى أيام الأمير بشير الشهابي الثاني. بُنيت الكنيسة على أنقاض معبد فينيقي قديم، مكرّس للإلهة عشتروت. يرتبط تاريخ الكنيسة بأسطورة تشير إلى أنه في الماضي البعيد كان هناك معبد مخصّص للقمر والزهرة، وأصبح فيما بعد كنيسة. في الكنيسة “أيقونة معجزة” لسيدة التلّ موضوعة خلف المذبح.
سرايا الأمير يوسف الشهابي
بناء ضخم يتميّز بفناء مستطيل واسع. استُخدم هذا المبنى في فترات عديدة. ويعتقَد أنه كان مخصّصاً سابقاً لإقامة الأمير فخر الدين المعني الأول، وكان حينها يتألف من الطبقة الأرضية فقط. ثم بنى الأمير ملحم الشهابي الطابق الأول، الى أن أصبح في ما بعد مقرّاً للأمير يوسف الشهابي. سكن القصر أيضاً الأمير بشير الشهابي الثاني، بانتظار الانتهاء من بناء قصره في بيت الدين. تتميّز السرايا بتصميمها الشرقي وبوابتها الضخمة المزينة بالجدائل ذات الخطوط المتعرّجة. السرايا اليوم هي قصر دير قمر البلدي.
