...
أقلام ترافلابرز الموادسلايدر الرئيسية

الناصر ابن المنصور صاحب جامع القلعة (3)

اعداد و تقديم الباحث حسام زيدان 

انتهينا في الجزء الثاني أن كبار أمراء المماليك اتفقوا على خلع السلطان الناصر محمد وتولية نائب السلطنة العادل كتبغا ملك مصر.. (راجع الجزء الثاني من السلسلة)
وبالفعل تولى كتبغا الحكم في عام 694 هـ، وتشاءم المصريون منه، لأن تزامن مع بداية حكمه انخفاض منسوب النيل وارتفاع الأسعار وموجة من قلة الموارد، والمقريزي سجل لينا اللي ردده المصريين يوم تولي كتبغا السلطنة “يا نهار الشوم أن هذا نحس”
أمر آخر جعل المصريين يكرهوا كتبغا، ودا لأن جماعة كبيرة من بني جنسه، وهو تتري الأصل، وفدوا على مصر، واستقبلهم وأسكنهم حي قيل له “الحسينية” وهو حي موجود ومعروف الآن في القاهرة، وبيقع في مواجهة باب الفتوح من الخارج.
المجموعة اللي قدمت من التتار وكان يقال ليهم الأويراتية أو العويراتية، وعددهم بلغ 10 آلاف بيت، وكانوا وثنيين وأعلنوا رغبتهم في الإسلام، وبالغ السلطان في الترحيب بهم ودا كان سبب من أسباب غضب المصريين عليه، والمصريين كرهوهم بسبب طريقة ذبحهم وأكلهم للخيول، وبالمناسبة سبب تسمية الحي اللي سكنوا فيه بالحسينية، لحسن شكلهم وجمالهم.
كتبغا مش بس كسب كراهية المصريين ولكن كراهية أمراء دمشق أيضا، لأنه لما زارها في نفس العام، لم يوزع عليهم الإنعامات كما جرت عادة السلاطين.
وكذا لأنه قام بعزل الأمير عز الدين أيبك الحموي نائب السلطنة في الشام وعين بدلًا منه أحد رجاله. الأمير حسام الدين لاجين، اللي كتبغا عفا عنه، واللي شارك في قتل الأشرف خليل، واللي كتبغا عينه نائب للسلطنة، بدأ يطمع في السلطة، وبدأ يستغل كراهية الشعب والأمراء لكتبغا.
بالفعل دبر لاجين مؤامرة لقتل السلطان العادل كتبغا، وبدأ التنفيذ قرب بحيرة طبرية أثناء عودة كتبغا من الشام، ولكنه نجا، وتمكن من العودة لدمشق، وأعلن لاجين نفسه سلطانًا وتمكن من الدخول إلى القلعة والسيطرة عليها وبايعه الأمراء ولقب نفسه بالسلطان المنصور.
وعرض لاجين على كتبغا أن يظل مقيمًا في دمشق، وتحديدًا في ولاية صرخد، وقبل كتبغا مغلوبًا على أمره، وانتهت عقبة كتبغا بالنسبة للاجين اللي اعتلى كرسي الحكم عام 696 هـ، ولكن كان في عقبة كبيرة تانية بتواجهه هنعرفها بالجزء القادم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »