أقلام ترافلابرز الموادسلايدر الرئيسية

مذبحة المماليك : أضخم عملية اغتيال سياسي في التاريخ المصري

اعداد و تقديم مايكل برسوم 

يوم 1 مارس 1811 و بعد حفل بهيج مليان مزيكا و رقص و صوانى فيها كل تشتهيه النفس طلب محمد على من 500 من اكبر المماليك فى مصر السير فى موكب ابنه احمد طوسون باشا و جنوده اللى طالعين يحاربوا الوهابيين فى الحجاز كنوع من التشريف
المماليك قاموا من العزومة سعداء من استقبال محمد على الفخم ليهم و متخمين من الاكل و ركبوا خيولهم الاصيلة المزينة بافخر الاقمشة و السروج و خدوا مكانهم طبقا لتعليمات الباشا قدامهم طليعة الحملة و وراهم الجنود المرتزقة الالبان ( الارناوؤد )
و هم نازلين فى ممر ضيق ناحية باب العزب غرب القلعة و بعد ما عبرت فرقة المقدمة الباب اتقفل و اتسمع صوت طلقة كانت علامة البداية لمجزرة غيرت تاريخ مصر حرفيا
ليه محمد على عمل كدا ؟
الحدوتة و كل ما فيها ان الحملة الفرنسية منجحتش انها تقضى على سلطة المماليك اللى رجعوا لممتلكاتهم و فضلوا شوكة فى جنب محمد على و سبب من اسباب الفوضى و الخراب فى بر مصر لدرجة انهم تحالفوا مع حملة فريزر البريطانية عشان يشيلوه و بعد فشل الحملة طاردهم محمد على فى الصعيد بس فى الاخر عملوا اتفاق سلام بس فضل بشكل مستمر يديهم هدايا و عطايا عشان يامن شرهم
الوضع دا للى عارف شخصية محمد على كان لا يمكن يستمر للابد لكن فضل محمد على يهاود و يدلع و يراضى لحد ما تخلص من الزعماء الشعبيين اللى جابوه الحكم اساسا زى عمر مكرم و بعدين لما تاكد ان الشعب خلاص ملوش كبير الا هو و المماليك , قرر يقتصر الموضوع على فرد واحد
بس كان مستنى الفرصة المناسبة لانه عارف ان لو فشل فى تدمير اغلبية المماليك فمطاردتهم فى طول و عرض مصر حتنهك جيشه و تخليه عرضة لاطماع اعداءه طبق الاصل زى ما حصل مع الفرنسيين
و جات الفرصة لما السلطان العثمانى طلب من محمد على ارسال جيشه للقضاء على الوهابيين فى الحجاز و تاكد محمد على ان بمجرد مغادرة الجيش لمصر المماليك حيحشدوا قواتهم و يدبحوه فى القلعة فجاتله فكرة جهنمية انه يتخلص منهم فى ضربة واحدة اثناء حفل توديع الحملة المصرية
الخطة كانت بسيطة , مقدمة الموكب اللى فيها ابناء محمد على حتبقى قدام المماليك عشان تحجب عنهم الرؤية و وراهم شوية وحوش مسعورة اسمهم الجنود الالبان و دول اتوعدوا ان كل راس من قادة المماليك بمكافئة مالية و اول ما يسمعوا صوت الطلقة الاولى جنود ابراهيم حيلفوا و يضربوا المماليك من قدام و الالبان حيتسلقوا اجناب الممر يضربوهم من اليمين و الشمال و الخلف لحد ما يفنوهم
و قد كان , سيل من الرصاص انهمر من كل الاتجاهات على فرسان المماليك اللى مكانش معاهم الا سيوف استعراضية منفعتهمش ببصلة و الموت بقى بالجملة فى الممر الضيق و نزل الالبان بخناجرهم يقطوا روس المماليك الاموات و الاحياء فمجموعة منهم جريت على ابراهيم باشا تستعطفه فماكان الا انه سكت خالص و اتفرج على رجالته و هم بيدبحوهم و وصل اليأس بيهم لدرجة ان احدهم استجار بحريم الباشا و فى العرف دا بيتعفى عنه لكن الالبان قطعوا راسه قدام حريم محمد على
مهربش من المجزرة دى الا مملوك اسمه امين باشا اللى يقال انه كان فى اخر الموكب و لما حس بالغدر نط بحصانه من فوق اسوار القلعة و اصيب بس عرف يهرب ( مع شكنا فى ان حد ممكن ينزل سليم من الارتفاع دا ) و شوية مماليك شكوا فى دعوة محمد على من الاساس فمجوش لكن عموما بعد خسارة اغلب القادة الكبار الباقيين فضلوا الهروب
مخلصتش الحدوتة على كدا ، الجنود الالبان فى فورة القتل نزلوا على الشوارع و دوروا الدبح و السرقة فى المصريين لمدة يومين لحد ما نزل نحمد على و ابراهيم بقوة عسكرية و امر ان اللى حيكمل نهب راسه حتطير
و عموما الالبان متهنوش باللى كسبوه لان محمد على بعت اغلبهم فى حملات الحجاز عشان يخلص من ابتزازهم و غشامتهم و عمل جيشه من الفلاحين المصريين و حقق بيهم انتصارات مكانش يحلم بيها
بعد المذبحة محمد على بقى الحاكم الوحيد و المتصرف فى كافة شئون مصر و دا خلاه يبتدى عصر جديد دون اى منافسات من الداخل
فلو انت بتزور القلعة و بعد ما تخلص الصور المكررة فى الاماكن المعتادة خدلك لفة فى ممر شبه مهجور بيودى على باب ضخم مقفول و افتكر ان ٥٠٠ روح راحت فى المكان دا عشان طموح راجل واحد

المصدر
مايكل برسوم 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »