...
ابرز الموادتجارب

“المثنوي” عنوان مشروع تخرج بشكل فني للفنانة روان عبدالعزيز

تحدثنا الفنانة روان عبد العزيز شومان الطالبه بكلية الفنون الجميلة قسم الجرافيك شعبة الرسوم المتحركة وفنون الكتاب جامعة المنصورة عن فكرة و فلسفه مشروع تخرجها  هذا العام فتقول هو عن كتاب “المثنوي” للكاتب الكبير جلال الدين الرومي من أعظم وأشهر العلماء المتصوفيين في القرن السابع هجري، ويعد كتاب “المثنوي” من أبرز أعماله،
و تضيف الفنانة روان عبد العزيز شومان أنه أهم الكتب الصوفية وأعظمها تأثيراً، كتب في القرن السابع هجري، وهو ديوان شعري باللغة الفارسية ومنظومة صوفية فلسفية، بلغت عدد أبياته ما يقارب الستة وعشرون ألف بيتا مقسمة على ستة مجلدات، وكلمة “المثنوي” تعرف في العربية بالمزدوج ً الذي يتحد فيه شطرا البيت الواحد ويكون لكل بيت قافيته الخاصة، حيث لا تتصل تسمية هذا الكتاب بموضوعه وإنما بشكل قوافيه. ويحتوي الكتاب على موضوعات دينية وصوفية وأخالقية هامة في قالب قصصي
تسرد هذه القصص عبراً ومواعظ ترتكز على القيم والفكر الصوفي، وتحتوي على الكثير من الرموز التي تحمل معاني ودلالات واضحة عند جلال الدين الرومي، إذ تناول الرومي أيضاً الحياة بكل جوانبها في منظوره الصوفي البحت مستمداً بعض حكاياته من القرآن الكريم والأحاديث النبوية
و أشارت الفنانة روان عبد العزيز شومان انها قامت بدراسة المذهب الصوفي وما يميزه من طقوس دينية، وعلاقته بالرقص والغناء والموسيقى، من الناي والحركة المولوية، وقام بتسليط الضوء على بعض الموضوعات القصصية كقصص الحيوانات مع البشر موضحاً أهم رموزها،
وبعض القصص من القرآن الكريم، بالإضافة إلى تناول أهم الرموز في المذهب الصوفي كالمرأة والطبيعة، وتوضيح دلالات جلال الدين الرومي للنجوم والكواكب والحدائق وغيرها من الأشياء التي تحمل معنى لديه، ودلالاته لبعض الألوان، وإبراز التأثير الصوفي النظري في فن الخط العربي مجسداً في ذلك جماليات الصوفية في الفن الإسلامي.
يضم مشروع تخرجى من  كتاب “المثنوي” ستة أجزاء، وتناولت الفكرة في  الجزء الأول منه مع تسليط الضوء على بعض من موضوعاته مثل: الرقص الصوفي الرقص الصوفي الذي يسمى بالمولوية، والتي قام جلال الدين الرومي بتأسيسها، هي نوع من أنواع الذكر عند متبعي الطريقة الصوفية،
ويكون بالدوران حول النفس والتأمل الذي يقوم به الدراويش بإرتداء تنانير واسعة فضفاضة مع تغطية الرأس بالقلنسوة أو الطربوش، وتكون بهدف الوصول إلى الكمال بكبح شهوات النفس ورغباتها الشخصية. يتضمن الرقص المولوي عادةً الدعاء والإنشاد الديني وترديد الأذكار وإسم الله،
ويعتقد البعض أن المولوية أتت من فكرة أو مفهوم دوران الكواكب حول الشمس، ويعد كل من الرقص والدوران عند جلال الدين الرومي كمال الصوت الإلهي المقدس حينما يتحد الجسد الراقص مع الموسيقى؛ يتم التعبير عن عملية إكتمال ختم الرسائل ونثرها في هذا الكون. والوسيقى والناي إشتهر في الطريقة المولوية النغم الموسيقي عن طريق الناي، والذي كان يعتبر وسيلة للجذب الإلهي،
ويعتبر أكثر الآلآت الموسيقية إرتباطاً بعازفه، وكان الناي معروفاً عند الموسيقيين المسلمين من بدايات تاريخهم؛ وهو من أقدم الآلات التي إستخدمها الإنسان، والناي عند الرومي رمز مثالي للنفس التي لا يمكن أن تنطق بالكلمات إلا عندما تمسها شفتا المعشوق، ويحركها نفس المرشد الروحي. يبدأ جلال الدين الرومي كتابه “المثنوي” بأبيات عن الناي بقوله “استمع إلى هذا الناي يأخذ في الشكاية، ومن الفرقات يمضي في الحكاية”، حيث آمن الرومي بالموسيقى والشعر والرقص كسبيل أكيد للوصول إلى الله.
اما عن قصة الهدهد والقضاء والقدر ملخص هذه القصة؛ أن في مجلس من المجالس، قال الهدهد لسيدنا سليمان؛ أنه عندما يكون في أعالي السماء يرى الماء ببصره الحاد في باطن الأرض، فقام سيدنا سليمان بتعيينه في جيشه، وأصبح مسؤولاً عن تعيين مكان الماء، وعندما علم الغراب بمنصب الهدهد أخذه الحقد والحسد، فذهب لسيدنا سليمان وقال له أن الهدهد أساء الأدب في مجالسكم وأنه يكذب، فقال سليمان للهدهد: “لماذا تكذب علي؟”، فقال له: “لست بكاذب ولا تسمع لكلام العدو”،
وقال له “إنني أبصر الفخ من الهواء، إذا لم يحجب القضاء عين عقلي، وحينما يأتي القضاء ينام العلم ويغدو القمر أسود ويحجب الشمس.” ويرمز الغراب عند الصوفية من حيث سواده إلى التشاؤم. رابعة العدوية ورمزية المرأة تحدث جلال الدين الرومي في كتابه عن المرأة بأن جمالها هو جمال الروح الكامن وراء جمال الجسد، ويتمثل ذلك الجمال في الصفاء والمودة والحنان والرقة، وأن المرأة رمز مرتبط بصفات الأمانة والقناعة والوفاء،
كما أنها نور من نور الله. تحظى المرأة في عالم التصوف الإسلامي بمنزلة رفيعة، وهي تباري الرجل في ممارسته التجربة الصوفية وتنافسه، أمثال رابعة العدوية، أول وأشهر إمرأة في عالم التصوف الإسلامي، وكان لها تأثير كبير في نفوس الصوفيون، وشكلت عند بعضهم جزء مهم من تجاربهم الروحية، وينسب إليها إدخال مفهوم الحب الإلهي الخالص في التصوف الإسلامي.
رمزية الطيور
للطير رمز كبير عند جلال الدين الرومي والصوفيون بشكل عام؛ أنه رمز البحث عن المعرفة لكونه دائم الترحال كما هو الصوفي دائمًا في رحلة لا نهاية لها؛ بحثًا عن العلم والمعرفة. ومن هذه الطيور ذات الرمزية الكبيرة: الطاووس: يستخدم رمزاً للفخر والتباهي؛ إذ يكون متباهيًا بجماله، كما يرى الرومي أنه ينشر ريشه بسبب عشقه للحبيب، حيث ينشرالريش ويرقصه ويرقص النفوس. الببغاء: الطائر الذكي الذي يذكر الإنسان بالجنة للونه الأخضر. الحمام: وصف الرومي حمائم الروح أنها تحط على سطح الكعبة الأمل، وترمز للعفو والحق.
رمزية الطبيعة
يصف جلال الدين الرومي الطبيعة في كتابه أنها مفعمة بالحياة، وأن الأوراق الخضراء والأشجار والأزهار رموزاً كاملة للكائنات الحية، كما يشبه الربيع بيوم البعث؛ فالأوراق الخضراء الجديدة تبرز اللطف الأزلي وقوة الإحياء لدى الحق سبحانه، التي تتجلى مرة أخرى وعلى الدوام في يوم البعث.
و اضافت الفنانة روان عبد العزيز شومان في تجربته الفنية بالاعتماد على الرسم والتحليل البسيط للشخصيات والعناصر في شكل بعيد عن الواقعية ويميل إلى المبالغة في نسب البناء، متوصلاً لخلق أسلوب مختلف ومميز، من خلال التلاعب بالخطوط المنحنية الحرة والمستقيمة الحادة بشكل متوازن، بالإضافة إلى توظيف الزخارف الإسلامية النباتية والهندسية بشكل مناسب مبرزاً طقوس المذهب الصوفي. كما اعتمدت اسلوب المزج بين الألوان في تجسيم العناصر، بالإضافة إلى إستخدام مجموعات لونية مختلفة تجمع بين الألوان الساخنة والألوان الباردة بشكل متباين؛ لتزيد من ثقل وقوة وغنى العمل الفني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »