سلايدر الرئيسيةمقال

مصطفى إبراهيم يكتب : النبى المفقود فى الحضارة المصرية القديمة 

باحث علم المصريات أ / مصطفى ابراهيم
كثيراً نسأل أنفسنا هل عرف المصرى القديم التوحيد بالله ؟ نعم يوجد لدينا أدلة تؤكد وجود التوحيد بالله ، ولذلك هذا دليل واضح على وجود نبى عاش فى المجتمع المصرى قديماً ! إذا من هو النبى ؟ هذا اللغز الذى ظل و مازال مستمر حتى يومنا هذا من هو النبى المفقود الذى لم نعثر عليه حتى الآن فى مصر القديمة ، عاش المصرى القديم منذ بدايته و هو يعلم كلمة التوحيد بالله ، و كان يعلم جيداً بأن هذا الكون له خالق واحد ، و لكن كانت العقيدة المصرية بها نوع من الفلسفة الخاصة فمن أين كان يعلم التوحيد بالله و من أين كان لديه معبودات ترمز للقوى الطبيعية ، فهذا تناقض رهيب ؟

نالت فكرة التوحيد في مصر القديمة اهتمام علماء المصريات الأجانب والمصريين على حد سواء وتوصل العلماء إلى نتائج مختلفة لهذه الدراسة ، إن جوهر الإجابة على هذا السؤال يتطلب التعرف أولاً على معنى التوحيد ، فإذا كانت متوافقة مع ما ورد في عقيدة المصري القديم فقد آمن إذن بوجود إله واحد ، فالتوحيد هو جوهر الإيمان بالله تعالى ، فإذا تحقق الإيمان بالله يكون قد تحقق التوحيد ضمناً ، والتوحيد هو إفراد الله عز وجل بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات ، فالإيمان بالله عز وجل أي بالذات الغيبية.

الكثير من الباحثين عملوا جاهدين فى تلك الجزئية و لكن لم نصل إلى إتفاق ، فا الفريق الأول منهم قال : أن المصري القديم فطر على الوحدانية الخالصة وعبادة إله واحد دون التفكير في إله غيره وإن تعددت أشكال هذا الإله ، وكان من أنصار هذا الرأي “دي روجيه” الذي رأى أن الخاصية الأولى للديانة المصرية هي وحدة الإله التي نعبر عنها بكل قوة فنقول: (الإله الواحد، الفرد، الصمد، لا شريك له، هو الكائن الأحد الحي ، أنت الواحد ، وملايين الكائنات انبثقت منك ، خلق كل شيء وهو الوحيد الذي الذي لم لم يخلقه أحد) ،

أما “بول بيريه” فذكر أيضاً في سياق نفس هذا المعنى: (حيث تبدو الديانة المصرية متعددة الآلهة، لكنها كانت توحيدية بالضرورة ولا يمكن أن تكون غير ذلك ، وأن الإيمان بآلهة كثيرة كان أدواراً ووظائف للإله الأعلى) ، وأيد هذا الرأي أيضاً “أوجست مارييت” الذي قال: (إن هناك إلهاً فرداً خالداً مخلوقاً بذاته ، لا تدركه الأبصار ، خفياً ، مدخراً لأولئك الداخلين في قدس أقداسه )

الفريق الثانى : فكانت آراؤه على النقيض تماماً فذكروا أن المصري القديم لم يهتد إلى الوحدانية إلا في عهد إخناتون بعد أن مر الفكر المصري القديم بمراحل تعدد الآلهة ، و من أنصار هذا الفريق “ماسبيرو” الذى قال: (إن التوحيد كان ظاهرة ثانوية مشتقة من إيمان سابق بالآلهة المتعددة).

الفريق الثالث : رأى بأن المصريين القدماء كانوا كفار ولم يصلوا أبداً إلى فكرة الوحدانية إلا في عهد إخناتون و كان إخناتون هو نبى هذه الفترة و لم يسمع له الشعب المصرى و قاموا بالثورات ضده .

و لكن بعد البحث صرح باحث علم المصريات / مصطفى ابراهيم ، بأن الحضارة المصرية القديمة بدأت بعد الطوفان العظيم ، ثم جاء نبى إلى أرض مصر و عاش فيها و علم المصريين التوحيد بالله ، و لكن كعادة أى قوم القليل من يؤمن بما أنزل بشكل كامل و الآخريين لا يؤمنون بالرسالة ،

و لذلك يقول بأن المصريين القدماء كانوا ينقسمون إلى قسمين ، القسم الأول ( آمن بالله و اتبع التوحيد الصحيح ) و دليله في ذلك هو قصة ماشطة بنت فرعون التي كانت تؤمن بالله الواحد الأحد ، و القسم الثانى ( رفض و اتبع أهوائه ) ،

 
و كان أقلة من آمنوا بالله و بالتوحيد و النبى الذى كان متواجد فى تلك الفترة ، و لكن بعد فترة و فى الغالب بعد إنتهاء عمر النبى ، تم التحريف فى فكرة التوحيد ، و تم وضع معبود مسؤل عن كل صفة خاصة بقوى الطبيعة ، فأصبح يوجد العديد من المعبودات و لكن بالرغم من التعدد إلا أن كان يوجد دائماً فكرة الإله الخالق لكل هذه المعبودات و هو (آتوم) قرص الشمس فظل المصرى القديم محتفظ بعقيدة التوحيد و لكن فى صورة محرفة قليلاً و هذا هو أقرب تشابه بين جميع الأنبياء تقريباً فجميعهم لم يسمع لهم قومهم بالكامل و في ذات الوقت يتم تحريف الرسالة بعد وقت ،
و كان ذلك يعود بالفائدة على الملوك و على الكهنة حتى يستطيعوا السيطرة الكاملة على الشعب بفكرة الملكية المقدسة ، أما نبى هذه الفترة فهو غير معلوم حتى الآن و لكن كل الأدلة تشير إلى وجوده و لكن مازلنا فى البحث عنه ، و لكنه غير موجود فالمصادر و لذلك يصعب تحديد من هو النبى بالتحديد ، أما أخناتون فهو ليس إلا مجرد ملك و قد حاول أن يبسط نفوذه و يقلل من نفوذ كهنة آمون الذى زاد نفوذهم بشكل مبالغ فيه ، و لكنه ليس له أي علاقة بأى نبى ، و ثورته هي ثورة سياسية و ليس دينية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »