
نالت فكرة التوحيد في مصر القديمة اهتمام علماء المصريات الأجانب والمصريين على حد سواء وتوصل العلماء إلى نتائج مختلفة لهذه الدراسة ، إن جوهر الإجابة على هذا السؤال يتطلب التعرف أولاً على معنى التوحيد ، فإذا كانت متوافقة مع ما ورد في عقيدة المصري القديم فقد آمن إذن بوجود إله واحد ، فالتوحيد هو جوهر الإيمان بالله تعالى ، فإذا تحقق الإيمان بالله يكون قد تحقق التوحيد ضمناً ، والتوحيد هو إفراد الله عز وجل بالربوبية والألوهية والأسماء والصفات ، فالإيمان بالله عز وجل أي بالذات الغيبية.
الكثير من الباحثين عملوا جاهدين فى تلك الجزئية و لكن لم نصل إلى إتفاق ، فا الفريق الأول منهم قال : أن المصري القديم فطر على الوحدانية الخالصة وعبادة إله واحد دون التفكير في إله غيره وإن تعددت أشكال هذا الإله ، وكان من أنصار هذا الرأي “دي روجيه” الذي رأى أن الخاصية الأولى للديانة المصرية هي وحدة الإله التي نعبر عنها بكل قوة فنقول: (الإله الواحد، الفرد، الصمد، لا شريك له، هو الكائن الأحد الحي ، أنت الواحد ، وملايين الكائنات انبثقت منك ، خلق كل شيء وهو الوحيد الذي الذي لم لم يخلقه أحد) ،
أما “بول بيريه” فذكر أيضاً في سياق نفس هذا المعنى: (حيث تبدو الديانة المصرية متعددة الآلهة، لكنها كانت توحيدية بالضرورة ولا يمكن أن تكون غير ذلك ، وأن الإيمان بآلهة كثيرة كان أدواراً ووظائف للإله الأعلى) ، وأيد هذا الرأي أيضاً “أوجست مارييت” الذي قال: (إن هناك إلهاً فرداً خالداً مخلوقاً بذاته ، لا تدركه الأبصار ، خفياً ، مدخراً لأولئك الداخلين في قدس أقداسه )
الفريق الثانى : فكانت آراؤه على النقيض تماماً فذكروا أن المصري القديم لم يهتد إلى الوحدانية إلا في عهد إخناتون بعد أن مر الفكر المصري القديم بمراحل تعدد الآلهة ، و من أنصار هذا الفريق “ماسبيرو” الذى قال: (إن التوحيد كان ظاهرة ثانوية مشتقة من إيمان سابق بالآلهة المتعددة).
الفريق الثالث : رأى بأن المصريين القدماء كانوا كفار ولم يصلوا أبداً إلى فكرة الوحدانية إلا في عهد إخناتون و كان إخناتون هو نبى هذه الفترة و لم يسمع له الشعب المصرى و قاموا بالثورات ضده .
و لكن بعد البحث صرح باحث علم المصريات / مصطفى ابراهيم ، بأن الحضارة المصرية القديمة بدأت بعد الطوفان العظيم ، ثم جاء نبى إلى أرض مصر و عاش فيها و علم المصريين التوحيد بالله ، و لكن كعادة أى قوم القليل من يؤمن بما أنزل بشكل كامل و الآخريين لا يؤمنون بالرسالة ،
و لذلك يقول بأن المصريين القدماء كانوا ينقسمون إلى قسمين ، القسم الأول ( آمن بالله و اتبع التوحيد الصحيح ) و دليله في ذلك هو قصة ماشطة بنت فرعون التي كانت تؤمن بالله الواحد الأحد ، و القسم الثانى ( رفض و اتبع أهوائه ) ،
