...
ابرز المواداخبار

«قصر عابدين».. صرح تاريخي يمثل البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة

 

قال الباحث الأثري أحمد عامر، إن قصر عابدين شُيد في عهد الخديوي إسماعيل بعد توليه الحكم في مصر عام ‏‏1836م،  ويرجع اسم القصر إلى “عابدين بك” أحد القادة العسكريين في عهد محمد علي ‏باشا وكان يمتلك قصراً صغيراً في مكان القصر الحالي، وقد شيده على مجموعة من البرك التي كانت منتشرة في تلك المنطقة بعد ردمها، فاشتراه إسماعيل ‏وهدمه وضم إليه أراضي واسعة ثم بدء في تشييد القصر، و‏يُعد البداية الأولى لظهور القاهرة الحديثة، وقد صمم القصر المهندس الفرنسي “دي كوريل روسو” بدأ البناء فيه عام 1863 م، واستغرق بناؤه عشر سنوات، وقد تكلف وقتها مائة ألف جنيه ذهب أي ما يعادل وقتها ستمائة وخمس وستون ألفا وخمسمائة وسبعون جنيها.

 

وقد تم افتتاحه عام 1874م، هذا وقد ضم القصر عند إنشائه خمسمائة غرفة وقاعة بخلاف ممرات أرضيتها من الرخام الملون المنقوش بالمرمر، أما الأبواب والنوافذ فصنعت من الزجاج الملون الذي رسمت عليه لوحات ملونة لأشجار وبحار وملائكة وطيور، واحتوت الأسقف على نقوش فنية دقيقة هندسية بارزة ومذهبة، تحتوي على زخارف عربية وإسلامية وإيطالية، أما السلالم فتتسم بالفخامة وتم فرشها بالسجاد الأحمر، يحتوي الدور الاول على صالونين، يؤدي إحدهما إلى صالون قناة السويس، هناك قاعة محمد علي التي تعتبر من أكبر قاعات القصر وأفخمها وأمامها مسرح يعد قمة وتحفة فنية، حيث يضم المسرح مئات الكراسي المذهبة وفيه أماكن ‏‏معزولة بالستائر خاصة بالسيدات، ويستخدم الآن في عرض العروض المسرحية الخاصة ‏للزوار والضيوف، ويوضع على باب المسرح حالياً مجموعة آلات موسيقية وفيه أيضاً القاعة البيزنطية.

وتابع “عامر” أن قصر “عابدين” يحتوي على500 غرفة وجناح وخمس متاحف، ويتكون من طابقين، بالعلوي يوجد “السلملك والحرملك” في مبنى واحد، وهو ما يُعد مخالفا للتقاليد المعمول بها في مصر وإسطنبول آنذاك، الدور الأرضي فيضم حديقة القصر وصيدلية، و المطبعة الملكية السابقة وادارتها، كما يضم مكتباً للملك فاروق، ويضم كذلك ورشة المكوجية، ويحتوي قصر عابدين على قاعات وصالونات تتميز بلون جدرانها فالصالون الأبيض ‏والأحمر والأخضر، بالإضافة إلى ‏مكتبة القصر التي تحتوي على ما يقرب من 55 ألف كتاب، كما يوجد بداخل القصر العديد من الأجنحة، ويضم القصر متحفاً في غاية من الثراء التاريخي، أما المتحف الثاني بالقصر خصص لمقتنيات أسرة “محمد علي باشا” من أدوات وأواني ‏من الفضة والكريستال والزجاج الملون وغيرها من التحف والشمعدانات الكريستالية والبرونزية النادرة.

وأشار “عامر” إلى أن قصرعابدين قد شهد العديد من الأحداث الساخنة والمؤثرة في تاريخ مصر وكانت نقطة تحول انتهت بثورة يوليو عام 1952م، ومن أهم الأحداث مظاهرة 9 سبتمبر عام 1881م بقيادة الزعيم أحمد عرابي، كما شهد الميدان المواجه للقصر بدايات ثورة 1919م، وحادث 4 فبراير 1942م حين أصر السفير البريطاني على تولي مصطفى النحاس رئاسة الوزراء، وأزمة مارس التي نشبت بين محمد نجيب وجمال عبدالناصر عام 1954م بعد قيام الثورة، حيث شهد هذا العام تقديم محمد نجيب استقالته في 25 فبراير، كما تم ترميم متحف الأسلحة ومتحف الأوسمة والنياشين وإعادتها إلى ما كانت عليه، وتم فتح كل هذه المتاحف للجمهور والسائحين.

أحمد حماد

صحفي مصري ومعد برامج ـ تخرج في كلية الإعلام عام 2017

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »