...
السياحة المصرية

عمود عبد الله بن طاهر بجامع عمرو بن العاص

ترافل نت:  د. أبو العلا خليل

الصورة لأقدم مثال لعمود ناصية فى منشأة دينية فى عمارة مصر الإسلامية ، وقد عمد المعمار فى غرس العمود مع أساس الواجهة كحيلة معمارية ليشترك العمود بحاله فى تحمل الضغط الطارد على الجدارين على جانبيه . وقد أضفت هذه الحيلة المعمارية المبكرة على نواصى الأبنية ناحية جمالية تريح الناظر إليها بدلا من تقابل نواصى الأبنية فى زاوية قائمة تخلو من لمسة الجمال والرقة . وينتهى العمود بتاج مجلوب من عمائر قديمة ليضفى على العمود جمالا على جمال .
ويعد هذا العمود الفريد ضمن جملة أعمال أضافها الوالى العباسى عبدالله بن طاهر للجامع العتيق عام 212هـ / 827م وعن ذلك يذكر المقريزى فى الخطط ( وأمر عبدالله بن طاهر بالزيادة فى المسجد الجامع فزيد فيه مثله ) . وبشئ من التفصيل عن هذه الزيادة يذكر د. حسن الباشا فى القاهرة تاريخها فنونها آثارها ( ومن الملاحظ أن جامع عمرو كان قبل عمارة عبدالله بن طاهر طويلا وضيقا أى ان عرضه كان صغيرا جدا بالنسبة لطوله ومن ثم كان من الطبيعى أن يوسع من العرض ، وقد أضاف عبدالله الى الجامع من جانبه الجنوبى الغربى مساحة تعادل مساحته قبيل العمارة وبذلك تضاعفت مساحة الجامع وحدث توازن بين طوله وعرضه ) . وتعتبر عمارة عبدالله بن طاهر أهم العمائر التى اجريت بجامع عمرو بن العاص سواء من الناحية الأثرية أو الناحية المعمارية وبهذه العمارة أستقرت حدود الجامع على الوضع الحالى الذى نراه اليوم .

ومما حفظه لنا الزمان من عمارة هذا الوالى بقايا عقود وشبابيك وحنيات بالجدران الخارجية للجامع العتيق تمثل بحالها حلقة مبكرة فى تطور العمارة فى مصر الإسلامية . حضر عبدالله بن طاهر بن الحسين بن مصعب صاحب هذا العمود واليا على مصر من قبل الخليفة العباسى المأمون لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول سنة 211هـ ، ودامت ولايته على مصر سبعة عشر شهرا وعشرة ايام الى أن خرج منها عائدا الى بغداد عاصمة الخلافة العباسية بعد أنتهاء ولايته فى شهر جمادى الآخرة سنة 212هـ وامتد به العمر الى أن أدركه أجله سنة 251هـ . …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »