كان قدر مدرسة السلطان الناصر حسن لوقوعها أمام قلعة الجبل مقر الحكم أن تكون شاهدا على أحداث جسام ومسرحا للقتال بين الأمراء ، وكان سلالم وبسطة المدرسة جزء من هذه الأحداث تهدم فى الفتن ثم يعاد بناءها مرارا وتكرارا .
يذكر المقريزى فى الخطط ( وصار هذا الجامع ضد القلعة والجبل فلما تكون فتنة بين أهل الدولة الا ويصعد عدة من الأمراء وغيرهم الى أعلاها ويصير الرمى منه الى القلعة ، فلم يحتمل ذلك الملك الظاهر برقوق فأمر عام 793هـ بهدم الدرج التى كان يصعد منها الى المنارتين … وهدم البسطة العظيمة والدرج التى كانت بجانبى هذه البسطة التى كانت قدام باب الجامع حتى لايمكن الصعود الى الجامع ) .
ثم أذن لهذه السلالم والبسطة أن يعاد بناءها عام 825هـ زمن السلطان الأشرف برسباى ، يذكر إبن إياس فى بدائع الزهور فى وقائع الدهور ( وفيه رسم السلطان الأشرف برسباى بأن يعاد الآذان بمئذنة السلطان حسن وكان لها مدة وهى معطلة وسلالمها مقطوعة من أيام الظاهر برقوق وأعيد بناء الدرج والبسطة ) .
ثم أذن لهذه السلالم والبسطة أن تهدم مرة ثانية على أثر فتنة كبيرة ومقتلة حدثت بين الأمراء عام 1149هـ / 1736م وعن ذلك يذكر الجبرتى فى عجائب الآثار فى التراجم والأخبار ( وعروا المقتولين ثيابهم وقطعوا رؤوسهم واتوا بهم الى جامع السلطان حسن فوجدوه مغلوقا فأحرقوا ضرفة الباب ووضعوا الرؤوس العشرة على البسطة ، ووضعوا عند كل رأس شيئا من التبن )
وعلى آثر هذه الفتنة تم غلق مدرسة السلطان الناصر حسن وأغلق الباب وهدمت السلالم والبسطة الى أن قيض الله لها إعادة البناء الذى وصل الينا على يذ سليم أغا ، وعن ذلك يذكر الجبرتى فى عجائب الآثار فى حوادث عام 1200هـ / 1786م ( وفيه ركب سليم أغا الى جامع السلطان حسن وأحضر معه الفعلة وفتح باب المسجد والبناء الذى بصدر الباب وسبب فتحه أن بعض أهل الخطة تحدثوا مع الأغا فى هذا الشأن وأعلموه بحصول المشقة على المصلين فى الدخول اليه من باب الرميلة ، ففتحه سليم أغا وصنع له بابا جديدا عظيما وبنى له سلالم ومصطبة ، وكان يأتى كل يوم يباشر العمل بنفسه ) . وقد راعى سليم أغا حين إعادته لبناء المسطبة والدرج بجانبيها المحافظة على وضعها القديم ” سلم بطرفين يلتقيان ببسطة ” وهى حيلة معمارية ذكية لجأ اليها المعمار تجنبا لأعاقة الطريق بدلا من أمتداده وسط الشارع وصارت السلالم والبسطة بحالهما صورة مضيئة على مدى إحترام هذا الزمان ” لحق الطريق ” ..
