...
أماكن سياحية

“شالي” تاريخ قلعة وحصن لأكثر من ٨٠٠ عام

شالي؛ المدينة والقلعة القديمة في قلب واحة سيوة في الصحراء الليبية بمصر، وبها قلعة شالي التي تعتبر من أهم المعالم الأثرية بالمنطقة، حتى إن كلمة “شالي” باللهجة السيوية تعني “المدينة الحصينة”.

ويعود تاريخ قلعة وحصن شالي لأكثر من 800 عام، وكان الهدف من بنائها رد هجوم العرب والقبائل العابره في الصحراء.

ويقول خبير الآثار الدكتور حسين دقيل، إن قرية شالي لم يكن لها سوى مدخل واحد بالجهة الشمالية منها؛ وكان ذلك من أجل القدرة على الدفاع عن القرية، ويسمى هذا الباب بـ “باب إنشال” أي باب المدينة، وبعد مرور قرن من الزمان، تم إنشاء باب آخر ؛ يسمى “باب أثرات” أي الباب الجديد، وكان الباب الأخير هذا يستخدمه الأهالي الذين كانوا لا يرغبون في المرور أمام رؤساء القبائل الذين كانوا يعقدون مجالسهم بالقرب من المدخل الرئيسي للمدينة.

كما أنه وبعد مرور قرن آخر من الزمان؛ تم فتح باب ثالث في الجهة الشمالية، وكان مخصصاً للنساء فقط، وكان يُسمى “باب قدوحة”، نسبة إلى صاحب الدار الذي كان يسكن في مواجهة هذا الباب.و

قلعة شالي، هي حصن قديم أثري، تم بناؤه من الطوب اللبن، خلال عصر المماليك؛ بالقرنين الثاني عشر والثالث عشر من الميلاد “السادس والسابع من الهجرة”، وذلك بغرض صد هجمات البدو، حيث كانت تسود الفوضى في ذلك الوقت، فالقبائل كانت تغار على بعضها البعض من أجل الغذاء، وهذا كان من أهم الأسباب التي دعت أهل سيوة للعمل على إقامة هذه القلعة لصد العدوان الذي قد تتعرض له.

فإن كلمة “شالي” باللغة السيوية تعني المدينة، وتتميز قرية شالي بأسلوب عمارتها الفريد من نوعه، فهي مبنية من مادة “الكرشيف،” وهو الطين المشبع بالملح الذي يصبح مثل الإسمنت في صلابته حين يجف ، وهو عبارة عن خليط من الملح والطين ودعامات النخيل وأشجار الزيتون، وهذه الخلطة كانت عندما تجف تصبح شديدة الصلابة وعصية على الهدم والانهيار، وكان البناء بهذه المادة، يمنح المساكن الدفء في الشتاء والرطوبة .

بناء القلعة على يد أربعين رجلاً من أهالي الواحة بسيوه ، وقد أقيمت على قمة صخرة عملاقة من طابق واحد، فضلاً عن بناء سور عظيم يحيط بالمبنى.

واستمرت القلعة تحمي المنطقه، إلى أن جاء عصر محمد علي، عام 1805 فلم تعد هناك حاجة لها، فهُجرت، وقام سكان القرية بإقامة مباني أخرى بالمناطق الأكثر اتساعاً، حول واحة سيوة، بل وقاموا بتفكيك الأبواب والنوافذ، والعناصر الحيوية الأخرى التي كانت بمنازلهم في شالي القديمة، ودفع هذا كله إلى تدهور قلعة شالي.

وقد تعرضت قلعة شالي لتدمير كبير في العام 1926م، بسبب سيول غزيرة قامت على الواحة واستمرت ثلاثة أيام، وتسببت هذه السيول في انهيار بعض المنازل داخل قلعة شالي التي تحول قطاع كبير منها إلى طلل بعد هذه السيول.

قد قامت وزارة السياحة والآثار العام الماضي، بمد إعفاء مستأجري محلات المنتجات التراثية من دفع القيمة الإيجارية لمدة ستة أشهر، وذلك لحرص الوزارة على تشجيع أصحاب الحرف التراثية وتقديم الدعم اللازم لهم لا سيما في ظل الآثار الاقتصادية الناتجة عن أزمة فيروس كورونا المستجد.

وكان الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار قد أوضح أن د. خالد العناني وزير السياحة والآثار، كان قد وافق في نوفمبر قبل الماضي، بمناسبة افتتاح قلعة شالي التاريخية بعد الانتهاء من أعمال ترميمها على طلب هؤلاء المستأجرين بإعفائهم من دفع القيمة الإيجارية لهذه المحلات كمساهمة من الوزارة في التنمية المجتمعية لقرية شالي وإتاحة فرصة لعرض المنتجات التراثية للأهالي بها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »