...
ابرز المواداخبارسلايدر الرئيسيةسياحة

غدا تعامد الشمس على قدس الأقداس بمعبد أبو سمبل بأسوان

ستقوم وزارة السياحة والآثار بإبهار العالم من جديد بمزيد من الإحتفالات في خلال عام 2022 مثل تعامد الشمس على قدس الأقداس في معبد أبو سمبل بأسوان ومرور 100 عاما على اكتشف مقبرة الملك توت عنج أمون وكذلك مرور 200 عاما على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة على المصريات ،وذلك بعد عاما ملىء بالإحتفالات والفاعليات العالمية المبهرة مثل نقل موكب المومياوات الملكية والأقصر والإحتفال المبهر بطريق الكباش خلال العام الماضى 2021 .

وصرح وزير السياحة والآثار دكتور “خالد العناني” أن المصريين في انتظار الإحتفال بفعالية كبري في 22 من فبراير المقبل بمناسبة تعامد الشمس على معبد أبو سمبل بأسوان، حيث تتعامد الشمس في كل عام في 22 من فبراير و 22 من أكتوبر على قدس الأقداس “وجه الملك رمسيس الثانى ” في معبد أبو سمبل بأسوان ،مؤكدا أيضا أن العالم ينتظر افتتاح المتحف المصري الكبير الذي من المقرر افتتاحه خلال عام ٢٠٢٢ وسط احتفال عالمي بحضور رؤساء العالم.

وقال مدير عام آثار أسوان والنوبة “عبد المنعم سعيد ” ” تجرى الاستعدادات وسط أجواء حماسية وتجهيزات خاصة في المنطقة الأثرية الهامة، ونعمل منذ شهر على ظهور المعبد في أبهى صورة خلال ظاهرة تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني لأنه يأتي في تاريخ استثنائي ولن يتكرر، أرسلنا فريق متخصص من المُرممين لإعادة الرونق إلى كافة القطع الأثرية، انهمكوا لنحو 7 أيام متواصلة في إزالة الأتربة العالقة بالجدران والتماثيل وفضلات الطيور المنتشرة في سماء المعبد”.

وأضاف ” يعكف فريق الترميم على مطالعة كل شبر بالمعبد والوقوف على الأماكن التي تحتاج إلى تقوية وتثبيت النقوش الرائعة وألوانها عن طريق استخدام مواد خاصة قمنا بتوفيرها لتلك المهمة، وسيجد الزوار نتائج رائعة عند الوصول إلى منطقة أبوسمبل، منذ أيام حضر إلى المعبد الفرق المنظمة لاحتفالية وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع الثقافة ومحافظة أسوان، تحول المكان إلى خلية عمل لا تهدأ، تدور جهود كبيرة في الأنحاء لتهيئة المنطقة لانضمام 18 فرقة فنية من بينهم 11 من مصر و7 فرق أجنبية لتقديم عرض مبهر قبل تعامد الشمس على قدس الأقداس بساعات قليلة”.

 

وأشارمدير عام آثار أسوان والنوبة على تشغيل منظومة الحجز الإلكترونية داخل معبد أبو سمبل في الآونة الأخيرة في محاولة لتسهيل الإجراءات على السائحين حيث يمكنهم حجز تذاكر الدخول من خلال ماكينات إلكترونية، بدلا من شرائها بصورة يدوية من النوافذ المخصصة لهذا الغرض منوها إلى أن وزارة السياحة والآثار تعتزم إتاحة الخطوة على مواقعها الرسمية في الفترة القادمة،مؤكدا على  الإهتمام الكبير بمسألة الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا المستجد، وكل المسؤلين يحرصون على سلامة جميع الوافدين إلى أبو سمبل، كما يمتلكون خطة لتعقيم المعبد قبل الزيارة المرتقبة وبعدها مباشرة، لا نسمح أيضا للزائرين بدخول المكان دون وضع أقنعة الوجه فضلا عن انتشار أجهزة قياس درجات الحرارة على البوابات المختلفة للاطمئنان على حالة ضيوفنا الكرام.

واسترسل قائلا “”وضعنا تكليفات واضحة بضرورة وجود عربات الإسعاف في أماكن قريبة من مداخل ومخارج المعبد وعند الاشتباه في إصابة زائر أو الحاجة إلى تدخل طبي سيتم نقلهم على الفور إلى أكثر من مستشفى مجهزة في منطقة أبو سمبل للوقوف على حالتهم وتقديم الرعاية الطبية اللازمة،ويشهد معبد أبو سمبل ازدحاما شديدا صباح يوم تعامد الشمس على وجه تمثال رمسيس الثاني لحضور الظاهرة الرائعة، وهو ما دفع وزارة السياحة والآثار المصرية إلى الدفع بأعداد أكبر من سيارات الجولف بالمنطقة، وفقا لحديث سعيد، وذلك للتأكد من انسيابية الحركة في محيط المعبد بجانب التشغيل الكامل لكافة الخدمات الترفيهية للزوار مثل الكافتيريات وتوزيع العاملين بكثافة في الأرجاء لمساعدة الزوار”.

 

 واختتم مدير عام آثار أسوان والنوبة تصريحاته قائلا: “نحن سعداء بالإقبال الكبير على محافظة أسوان خلال الأيام الماضية لحضور ظاهرة تعامد الشمس بأبوسمبل، هذا دليل قاطع على مدى محبة عشاق التاريخ للحضارة المصرية وقدرتنا كدولة على النجاح في ظروف صعبة مثل انتشار فيروس كورونا في العالم“.

وتعد ظاهرة تعامد الشمس من أهم المظاهر التي تحدث حول العالم ويأتي كثير من السياح من مختلف الجنسيات لمشاهدة حدوثها، وتم اكتشافها فى عام 1874، عندما رصدت المستكشفة “إميليا إدوارذ” والفريق المرافق لها، هذه الظاهرة وتسجيلها فى كتابها المنشور عام 1899 بعنوان “ألف ميل فوق النيل”،لكن تبقى المعجزة فى أن يومي تعامد الشمس مختاراين ومحددين عمداً قبل عملية النحت، مع ما يستلزمه ذلك من معرفة تامة بأصول علم الفلك وحسابات كثيرة لتحديد زاوية الانحراف لمحور المعبد عن الشرق بجانب المعجزة فى المعمار بأن يكون المحور مستقيم لمسافة أكثر من ستين متراً ولا سيما أن المعبد منحوت فى الصخر.

 

ومن الجدير بالذكر أن تتعامد أشعة الشمس على قدس الأقداس بمعابد أبوسمبل مرتين كل عام في 22 فبراير و22 أكتوبر، وتخترق أشعة الشمس الممر الأمامي لمدخل معبد رمسيس الثاني بطول 200 متراً حتى تصل إلى قدس الأقداس،كما يتكون قدس الأقداس من منصة تضم تمثال الملك رمسيس الثاني جالسا وبجواره تمثال الإله رع حور أخته والإله آمون وتمثال رابع للإله بتاح،والطريف بالذكر  أن الشمس لا تتعامد على وجه تمثال “بتاح” الذي كان يعتبره القدماء إله الظلام،وتستغرق ظاهرة تعامد الشمس 20 دقيقة فقط فى ذلك اليوم،وهناك روايتان لسبب تعامد الشمس، الأولى هي أن المصريين القدماء صمموا المعبد بناء على حركة الفلك لتحديد بدء الموسم الزراعي وتخصيبه، أما عن الرواية الثانية فهي أن هذين اليومين يتزامنان مع يوم مولد الملك رمسيس الثاني ويوم جلوسه على العرش،وتعرض معبد أبو سمبل عقب بناء السد العالي للغرق نتيجة تراكم المياه خلف السد العالي وتكون بحيرة ناصر، وبدأت الحملة الدولية لإنقاذ آثار أبو سمبل والنوبة ما بين أعوام 1964 و1968، عن طريق منظمة اليونسكو الدولية بالتعاون مع الحكومة المصرية بتكلفة 40 مليون دولار، وتم نقل المعبد عن طريق تفكيك أجزاء وتماثيل المعبد مع إعادة تركيبها في موقعها الجديد على ارتفاع 65 متراً أعلى من مستوى النهر، وتعتبر واحدة من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية،واكتشف المعبد في الأول من أغسطس عام 1817، عندما نجح المستكشف الإيطالي جيوفانى بيلونزى، فى العثور عليها ما بين رمال الجنوب.

 

هبه دياب

محررة صحفية تتطلع إلى مستقبل أفضل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Languages - لغات »